قصص الحب الخيالية تجدها في الأفلام والمسلسلات والروايات، أما ق | السبيل
قصص الحب الخيالية تجدها في الأفلام والمسلسلات والروايات، أما قصص الحب الحقيقيّة فكثير منها ينتهي في أروقة المحاكم بين جلسات ومداولات.
قصص حبٍّ شاحبٍ هزيل لم يتغذّ لسنوات، ذلك الحب الذي رأى نفسه في المرآة لأوّل مرةٍ وهو مزهو بجماله وقوّته، حبٌّ ظنّ أنّ في مكامنه ما يجعله ينتصر على كلِّ العقبات، ظنّ أنه وحده يكفي لحلّ كلّ المشكلات.
هو وهم سمّى نفسه حبًا، همس في أذن الفتاة، افرحي فقد آن لكلّ أحزانك أن تتوارى خجلاً، ائذَني لحلاوةِ العيش أن تحلّ على أيامك، أغمضي عين العقل عن كل العيوب الظاهرة لك، كلُّ الأعطاب سنصلحها معًا أنا وأنت، سيأتي الدّين و الخلق فيما بعدُ فلا تعتبي على محبوبك ضياعهما، حبيبك البخيل سيستحيل كريما معطاءً بفضلي، عاداته السيئة و سهراته المطوّلة سينساها من أجلك، عصبيّته الزائدة وألفاظه الفظّة من نصيب الآخرين وليست من أجلك ولن تسلّطَ عليكِ.
ألم تسمعي عن قوة الحب في تهذيب الطِباع؟
كلّ الفتيات اللواتي في مذكّرة هاتفه وفي ذاكرة قلبه سينسى وجوههن ويكتفي بجمالِ وجهك، لا تشغلي بالك بكل العيوب التي تثير شكوكك، سيتغير مع الأيام ويصير كما شئت.. يكفي أنه لا يحمّلك أكثر من طاقتك ولا يرجو أكثر من أن تكوني رفيقة دربه كما يقول لك دومًا.
هتف الحبّ للشّاب: لا عيوب تُذكَر في محبوبتك هذه.. إنها كالنسمة. سوف تحلّي صباحاتك، ولن يشعر قلبك الذي شبع من الخيبات بالوحدة بعد اليوم، ألم تر أنّها رأت عيوبك وأغمضت عنها الطرف لأنها قبلتها؟
هي تحبّك بدون شكّ، كما أنتَ، بمساوِئك، وعيوبك، وزلاّتك.. ولن تطلب منك أن تتغير أبدًا. وأخيرًا وجدت ذلك الحبّ غير المشروط كحب أمّك لك. ستطبخ لك بدون ضجر كل الأكلات التي تحبّها، لن تغيّر عاداتك وسهراتك مع الأصحاب، لن تقيّد حريّتك بغِيرة أو شكّ، ستُربّي أبناءك أحسن تربيّة بنفس الإتقان الذي تتجمّل به عند كل موعدٍ لمُلاقاتك، سترتّبُ حياتك ولن تصدّع يوما رأسك بالشكوى..
مع مرور أيام الانبهار الأولى انطفأ الشوق والهيام، لم يعد في الجب شربة من صبر أو وئام، هزُل الحبُّ مع الأيام، تحوّل إلى كرهٍ من كثرة الصدام. ما عاد الحب يجِد ما يقتات عليه من ودّ ورحمة، انحنى ظهره مثقلًا بخيبات الأمل، وصل الخريف مبكّرًا ولم يجد عُكازًا من الرفق يتكئ عليه.
رغمًا عنه شاخ الحب وصار غيضًا، صار حسرة وحقدًا يتمنى لو أنه لم يولد يومًا، فيجرّ المتحابّين قديمًا والمتنازعين حديثًا، إلى أقرب من يستطيع تخليص الواحد منهما من الآخر منهما، ويقطع الحبل بينهما لأنه استسلم ولم يعد يقوى أن يجمعهما..
