Get Mystery Box with random crypto!

ثالثا - الإيمان باليوم الآخر (يوم الحساب) إننا نؤمن بفناء هذه | السبيل

ثالثا - الإيمان باليوم الآخر (يوم الحساب)
إننا نؤمن بفناء هذه الدنيا بكل ما فيها من مخلوقات عجيبة وطبيعة خلابة. لكن مهما بدى أن الحياة متوازنة مستمرة، سيأتي يوم وينتهي كل شيء. ولن يحدث ذلك دون أهوال عظيمة يشيب لها الولدان. فكيف للمؤمن أن يفتتن في الحياة الدينا إلى الحد الذي يتصور أن يحيى فيها دون بلاء. وإن كان مقياس المؤمن في رضا الله عنه هو التنعم الدائم بمتاع الدنيا الزائلة، فالله تعالى يحذرنا:

{لَا یَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ (196) مَتَـٰعࣱ قَلِیلࣱ ثُمَّ مَأۡوَاهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ (197)} آل عمران.

وقد تأتي النعم بعد البأس والضر فتقسوا القلوب وتنسى ما كان حالها وتكفر، عندئذ يتخير هؤلاء ما يشاؤون من المتع في الدنيا ثم يأخذهم الله تعالى بغتة. يقول تعالى:

{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمَمࣲ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَـٰهُم بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ لَعَلَّهُمۡ یَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوۡلَاۤ إِذۡ جَاۤءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُوا۟ وَلَـٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَیۡهِمۡ أَبۡوَ ٰ⁠بَ كُلِّ شَیۡءٍ حَتَّىٰۤ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَاۤ أُوتُوۤا۟ أَخَذۡنَـٰهُم بَغۡتَةࣰ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ (44)} الأنعام

إن الإيمان بالله وقدره واليوم الآخر، يصحح السؤال من (لماذا لم يتدخل الله؟) إلى (لماذا لا يتدخل الإنسان الآن؟). المطالب بالتدخل العاجل هو الممتحَن وليس الممتحِن. المسؤول عن رد فعله وعمله إزاء هذه النكبة هو المسلم تجاه نفسه وغيره. أما الله تعالى فهو يسمع ويرى، وهو أقرب للعبد من حبل الوريد. وقد رأينا لطف الله في بعض عباده الناجين، ونحسب من قضى نحبه في الهدم شهيدا بإذن الله. ولو تولى العالم بأسره عن المنكوبين فالله تعالى أرحم بهم، هو الرزاق وهو الشافي وهو المتكفل باستمرار حياة العباد حتى الممات. أما نحن فقد يكرم الله بعضنا ويجعلنا أسبابا في كفالته لأخوتنا ثم يرحمنا جميعا، أو يحرم من رحمته البعض الآخر ممن فتن بالحياة ومتاعها. فحسبنا الله ونعم الوكيل على من غش في أساسات المباني وعلى من أوقف المعونات من الوصول لمحتاجيها وعلى من سرق عطايا الأيادي البيضاء ليجعلها في الأيادي السوداء وعلى من دخل لينهب ممتلكات المفقودين وغيرهم ممن سيقف أمام الله ولن يجرؤ على إلقاء اللوم على الزلزال أو قدِر الله في شيء مما قدمت يداه.

محمد نبيل