Get Mystery Box with random crypto!

أما آن للمسلم العربي أن ينضج ويتحمل المسؤولية؛ أما آن له أن يب | السبيل

أما آن للمسلم العربي أن ينضج ويتحمل المسؤولية؛ أما آن له أن يبتعد عن التفاهات والأمور التي لا طائل من ورائها؛ أعجب لمن يشتكي من الأوضاع ويتهم المسؤولين؛ وهو مستغرق في لهوه وغيّه ولعبه؛ بالأمور التي لا تنفع - الأمة الإسلامية - في شيء.

والله أعجب لمن يلهو ويلعب ولا شيء يدعوا للعب؛ في زمان تكالبت علينا فيه الأمم؛ فما اكتفينا بتكالبها علينا فتكالبنا على أحزان بعضنا البعض؛ وسخرنا من أوضاع أمتنا في أشد أيامها ظلمة وأحلكها همًّ وحزن.

قال ابن خلدون في مقدمته المعروفة: ” إذا رأيت الناس تُكثر الكلام المضحك وقت الكوارث فأعلم أن الفقر قد أقبع عليهم، وهم قوم بهم غفلة واستعباد ومهانة كمن يُساق للموت وهو مخمور”.

أولسنا نحن من هؤلاء القوم يا أبناء وبنات أمتي؟!؛ أستغيتكم بالله جدوا في طلب الأمور النافعة؛ فوالله لن تصلح أمورنا إلا إذا أصلحنا أنفسنا؛ قال الحق عز وجل: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ.

قال تعالى: وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرا.

يقول الشيخ السعدي في تفسيرها:"أنه إذا أراد أن يهلك قرية من القرى الظالمة ويستأصلها بالعذاب أمر مترفيها أمرا قدريا ففسقوا فيها واشتد طغيانهم، {فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ} أي: كلمة العذاب التي لا مرد لها {فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}.

نقل ابن كثير في تفسيره للآيات عن ابن جرير عن ابن عباس: "قيل أمرناهم بالطاعات ففعلوا الفواحش فاستحقوا العقوبة.

قال طلحة، عن ابن عباس قوله: (أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) يقول : سلطنا أشرارها فعصوا فيها ، فإذا فعلوا ذلك أهلكتهم بالعذاب، وهو قوله:( وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها).

ونحن إنما نسوق هذه الشواهد للعبرة والاتعاظ من آيات الله سبحانه وتعالى؛ فيمكن أن يكون البلاء اختبار لنا من الله عز وجل؛ وفي المقابل يمكن أن يكون عقاب جزاء ظلمنا وتفريط منا بأمره عز وجل؛ والقول الثاني أرجح لما للشواهد الحاضرة من قوة برهانية؛ يعضضها بيان واقع المسلمين في شؤونهم الحياتيّة اليومية.

محسن ديدوش