Get Mystery Box with random crypto!

في هذا الزلزال رأينا الشيخ والطفل الذي لم يغادر الحمد لسانه في | السبيل

في هذا الزلزال رأينا الشيخ والطفل الذي لم يغادر الحمد لسانه في مصابه الشديد، والسيدة التي همّها حجابها أكثر من هول الموقف الذي كانت فيه وهي على بعد خطوات فقط من الخروج، رأينا الطفلة التي حزنت لفوات صلاتها..والأمثلة تطول..

ورأينا أيضا على الجانب الآخر بثوثا مباشرة كانت لشباب يتغنّون ويباهون خلف شاشاتهم..ثم أول ما لفّهم الخطر سمعنا الصّراخ والجزع والولولة..

وبينهما كان المشاهد من بعيد يرقب بين جزِع نال منه السخط وأسئلة ال "لماذا؟"..وآخر تحرّك وحاول البذل والعمل وهو يجرّ حزنه معه..

الموقف والبلاء كان نفسه والناس أشتات في تعاملهم معه..ابتلاء مزلزل طفَت معه ملامح البناء الطويلة للنفس؛ فالذي لهج بالحمد لم يتذكرها على حين غفلة منه وإنما بُنيَت معانيها حجرة حجرة في داخله على مهل ليتصبّر بها في شدائده..وكذا بناء السّخَط والاعتراض عناصره كانت مكتملة في الداخل وما كان الابتلاء إلا ساحة عرض كاشف لها..

ومرّة أخرى: ((ما تزرعه اليوم في نفسك سيبني لكَ ألف خطوة قادمة))
فإما بناء متين، وإما بنيان عتيد مع أوّل عاصفة يخرّ كأنه لم يكن..

كوثر الفراوي