Get Mystery Box with random crypto!

(في ليلة الإسراء والمعراج) ومن قال لك أنّ الانهيار يقتصر على | السبيل

(في ليلة الإسراء والمعراج)

ومن قال لك أنّ الانهيار يقتصر على المباني؟ ومن قال لك أنّ الركام والحطام يغطي الجسد فقط ويراه القاصي والداني؟

أحياناً تتكاتف الآلام لتبلغ من الأرواح أقصى حدّ، إلى أن تسندَ الظهر لتقول: (إن لم يكن بك سخط عليّ فلا أبالي غير أنّ عافيتك أوسع لي..) وهذا ما حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم..
واليوم..

وسط كلّ ما أرى، وسط جسد مُسجى تحت الركام، ووسط كلّ من فقد..
هناك أرى قوله تعالى جلياً (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)

وسط كلّ هذا، أؤمن تماماً، كالنور أراه..
أنّ الله تعالى أسرى بمن ابتلاهم من ضيق الدور إلى براح القصور، وأطعمهم وسقاهم وآواهم..فوق تصوّر عقولنا القاصرة...
وقد تقول لي: ولكنّهم ماتوا..ولكنّهم فقدوا..
وأقول: الآلام في الحياة دوماً ممكنة الحدوث وحاضرة، والدنيا سفر، والسفر مظنّة التعب، ألا إنّ العيشَ عيش الآخرة..
وتقول لي: هل هذا يعني أن تستمرّ الآلام؟

وأهمس لك: أنّ الرحلة على كلّ الأرواح مقدّرة، بين رحلة بلا عبق ورحلة مكدّرة، ورحلة معطّرة..
ولكن تبقى رحلة الأرواح التي عقدت قلبها ولاذت بمشكاة النور هي الرحلة المعطّرة.
إن قبض الله لها الطريق صبرت، وإن بسط شكرت..
وبين القبض والبسط ببسمةِ رضا تراها عبرَت..
نسأل الله المرور خفاف الأرواح والسلامة..
وأن يكرمنا بوصولٍ قد أودَعنا فيه بصمة خير وتركنا علامة..

عبير عروقي