Get Mystery Box with random crypto!

مررتُ اليوم على آية عظيمة في سورة البقرة تقول بوضوح دون مواراة | السبيل

مررتُ اليوم على آية عظيمة في سورة البقرة تقول بوضوح دون مواراة أو مجاملة:
«أم حسبتم أن تدخلوا الجَنَّة ولمَّا يأتكم مثلُ الذين خلوا من من قبلِكُم؟

مَّـسَّـتهُمُ البأسَاءُ = شدِّة الفقر، وكل ما يصيب الإنسان في غير ذاته، كأخذ المال، والطرد من الديار، وتهديد الأمن، ومقاومة نشاط‍ الدعوة إلى الله.

والضَّـرَّاء = المرض، وكل ما يصيب الإنسان في نفسه، كالجرح والقتل.
وزُلزِلوا = الاضطراب في الأمر.
حتَّى يقول الرَّسول والذين آمنوا معه متى نَصرُ الله؟ ألا إن نَصرَ الله قريب»

كان لا بدَّ في ظل هذهِ الأخبار الصعبة عن ضحايا وجرحى الزلزال، وأخبار المفقودين المحبوسين تحت الأنقاض حتَّى اللحظة، أن تستوقفني اللفظة المتعلقة بالزلزال هنا.

زُلزِلوا.. سيدنا النبي ومن معه من أكارم الجيل الأول زُلزِلوا.
بجلال قدرهم ومكانتهم وقبلها معيَّة الله معهم زُلزِلوا.

تعرَّضوا لأكثر البلايا الدنيويَّة المذكورة في الآية آنفًا، وأشدِّها وأصعبها: الخوف، الفقد، التهجير، الجرح، القتل.

ذلك كله من أجل: «أم حسبتم أن تدخلوا الجنَّة»، أحسبتم أن تنالوا النعيم المقيم الكامل الذي لا نصب فيه ولا تعب ببساطة ويسر! بحياة سهلة خالية من المصاعب والألم والشقاء! بعيش فيه كل ما تشتهي الأنفس والأعين من خير!

ذات الدلالة موجودة في آيتين متشابهتين: تريد الجَنَّةَ؟ إذن ادفع ثمنها.
تقول الأولى: «أم حسبتم أن تدخلوا الجَنَّةَ ولمَّا يعلم الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين!»
والثانية: «أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون!»

وبذات الصراحة والوضوح، أخبر معلِّم الناس الخير، محمَّد -عليه الصلاة والسلام- في حديثٍ صحيح عن هذا الثمن: «ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجَنَّةَ».

وهذهِ أبسط القواعد الحياتيَّة: لكل شيءٍ ثمن وضريبة ومُقابل، الحياة هنا هي حياة دُّنيا بكل المقاييس، السعادة الحقَّة والكمال في الآخرة فقط.

اللهمَّ آنس المفقودين تحت الركام، ذكِّرهم بنعمك ورحمتك.
وارحم من قضى واجعله من الشهداء الأبرار.
وصبّرنا ومن فقدوا أحبابهم في سوريا وتركيا.

هدى أبو هاشم