Get Mystery Box with random crypto!

في هذا العالم المتسارع، يصعب على المربين أن يتوقفوا ويتفكّروا | السبيل

في هذا العالم المتسارع، يصعب على المربين أن يتوقفوا ويتفكّروا في لعبة مثل باربي، تماماً كالسمكة إن سألتها كيف حال الماء اليوم؟ سترد مستغربه: أي ماء[1]؟ ولذا نحتاج لبذل الجهد في الغوص في أصول هذه اللعبة، فباربي لم تكن دوماً لعبة أطفال، إنما بدأت كنسخةٍ عن دميةٍ ألمانيةٍ تسمى (ليلي) كانت تباع للرجال البالغين في محلات الدخان والخمارات، وفي عام ١٩٥٠سافرت روث هاندلر -واحدة من مؤسسي شركة ماتيل الأمريكية المصنعة للألعاب- إلى أوربا واشترت مجموعة من هذه اللعب، ورأت أنها مكونٌ ضروري الوجود بين دمى الفتيات اللواتي يحلمن دوماً باليوم الذي سيكبرن فيه على حد قول روث!

في مقابلةٍ لزوج روث هاندلر قال: “عندما طُرِحت فكرة خروج باربي إلى الأسواق، لم أعتقد أن أحداً سيشتريها لطفلته الصغيرة”، إلا أنه في التاسع من آذار عام ١٩٥٨ بيع 300 ألف دمية من النسخة الأولى[2]، أما في الولايات المتحدة فقد بيع في كل دقيقة ما يقارب 100 دمية منها، أي بمعدل ٥٨ مليون لعبة بالسنة [3]، وبحسب موقع Statistic فأرباح هذه الشركة بلغت 1.35 بليون دولار بين عامي ٢٠١٢ و ٢٠٢٠.[4]

إن من المشاكل المرتبطة باللعب بهذه اللعبة انخفاض تقدير النفس -الثقة بالنفس- وعدم الرضا عن شكل الجسم، وفي أيلول عام 2016 نشرت مجلة (body image) دراسة أجريت على١١١٢ فتاة تتراوح أعمارهنّ بين السابعة والثامنة، وكان مفادها أن البنات اللاتي لعبن بباربي أبدين استياءً من أشكال أجسادهنّ مقارنة بالفتيات اللواتي لعبن بلُعب أشكال أجسامهنّ أكثر واقعية منها[5]. وكذلك نشر موقع Pubmed دراسة أجريت على فتيات بين عمري الخامسة والثامنة تم تعريضهنّ إما لصور باربي أو لصور لعب ذات ملامح واقعية، فكان تقدير الفتيات اللواتي تعرضن لصور باربي لأنفسهن منخفضاً مقارنة بالأخريات اللواتي لم يتعرّضن لها، كما أن المجموعة الأولى كانت غير راضية عن صورة جسدها وتملك رغبة أكبر بفقدان الوزن.[6] فالقلق الذي تتعرض له هؤلاء الفتيات بسبب خوفهن من زيادة الوزن لا يسببه مجرّد التعرض لأجهزة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والتقاليد والأعراف التي تركز على شكل الفتاة، بل أيضاً نوع الدمى التي يلعبن بها.

إضافةً لما سبق، فمن المحتمل أن اللعب بباربي قد يسبب عدداً من اضطرابات تناول الطعام، ففي نفس الدراسة التي نشرت في مجلة Body Image قالت الدكتورة كاثلين كلير المتخصصة في علم التغذية في جامعة بنسلفانيا أن البنات في الدراسة كن يرغبنّ في الحصول على أجسام تشبه اللعب التي يلعب بها، وأنّ التعارض بين جسدهنّ والشكل الذي يردن أن يكنّ عليه قد يكون سبباً في اضطرابات تناول الطعام في المستقبل[7].

وأقرت مستشفى جولسينو للأطفال أن ٩٠٪ من اضطرابات الطعام والأمراض تأتي للإناث اللواتي تتراوح أعمارهن بين الخامسة عشر والعشرين[8]، كما نشرت مجلة نيويورك تايمز دراسة مفادها أن 42% من الفتيات بين الصف الأول والثالث يتمنين لو كنّ أكثر نحولة، بينما نصف الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين التاسعة والعاشرة يشعرن أنهن أفضل أثناء خضوعهنّ لحمية خاصة لإنقاص الوزن[9].

ورغم أننا لا نستطيع أن نقول أن باربي هي السبب الأساسي لهذه الظاهرة لكن لها دوراً كبيراً في إشاعتها بكل تأكيد، تحديداً حين نعلم أن هناك إصداراً من باربي يأتي مع كتاب صغير بعنوان “كيف تنقصين وزنك؟” ويحتوي جملة “لا تأكلي” فقط[10].

من مقال: "باربي: غرسة خبيثة في نفوس طيبة" بقلم سيماذه محمد و تسنيم راجح
https://bit.ly/3KLWYuL
#من_الأرشيف