Get Mystery Box with random crypto!

نقد #الفلسفة #الماركسية سنبين باختصار أهم ثلاث ثغرات فلسفية ي | السبيل

نقد #الفلسفة #الماركسية

سنبين باختصار أهم ثلاث ثغرات فلسفية يعجز الماركسيون عن معالجتها:

1- فرضية أن المادة أساس الوجود والحياة، فهي بذلك أقدم الموجودات وأزلية (بلا بداية)، وهذه دعوى بلا دليل، فمع أن المادة وجدت قبل الإنسان، لكن ذلك لا يعني أن الروح الإنسانية طاقة مادية متطورة، وهذا لا ينفي وجود أرواح قديمة سبقت الإنسان والحيوان في الوجود.

كما ينشأ عن هذا الافتراض القول بأن المادة مستقلة في الوجود عن وعي الإنسان وإدراكاته، وهذا قول يبطل قواعد العلم، ويقود إلى الشك حتى في المسلّمات المجربة. ولا بد من التوضيح أن اليقين بوجود الأشياء خارج نطاق الذهن شيء، واليقين بكيفية الإحساس بها شيء آخر، فلا ينقض أحدهما الآخر، وهناك تفاعل مستمر بين الفكر والمادة، فالمادة مستقلة في وجودها عن الوعي، لكن إذا ظهر الوعي أخذ الكثير من المواد الخام حوله فأثر بها تطويراً وتحويراً، وكما يقول الماديون: “الكائن لا بد أن يكون مبتدأ، والفكر لا بد أن يكون خبراً، والفكر دائما أخص من الكائن، فحيثما وجد الفكر؛ وجد معه الكائن، ولا يشترط أنه حيثما وجد الكائن وجد معه الفكر”.

ومن نتائج هذه الفرضية أيضا القول بأن خصائص المادة غير متناهية وأنها تنتهي إلى طاقة، وذلك من خلال تفكيك أجزاء الذرة، وهذا الجدل كان قائما قبل عقود بين الفيزيائيين لمحاولة اكتشاف حقيقة مكونات الذرة الدقيقة، وهل هي جسيمات أم موجات، لكن نقل هذا الخلاف إلى الفلسفة يصبح خلافا لفظيا لا قيمة له، فمهما بحثنا في المادة لن نجد روحاً ولا حياةً ولا وعياً ولا إحساساً، لذلك لم يجرؤ أحد أن يقول: إن المادة هي الحياة!

2- التغاضي عن الجانب العاطفي من حياة الإنسان، وذلك بسبب إنكار الفلسفة الماركسية المسبق لوجود الروح وردّ كل جوانب الحياة إلى المادة، حيث اضطر منظرو الماركسية إلى تجنب البحث في الكثير من المعضلات التي تنشأ عن افتراض الأصل المادي لكل الجوانب الإبداعية في حياة الإنسان، فالمشاعر تغالب عنفوان الرغبات الاقتصادية من جوع وعطش حتى تغلبها، بل إن المرء قد يذكر صباه البائس فيحن إليه بالرغم من رغد العيش الذي تحصل عليه في كبره، كما تتنوع المشاعر كحب الطرب مثلاً لنسأل: ما علاقة هذا بالإنتاج ووسائله؟ فنحن نقرأ في كتب التاريخ عن مشاعر الناس وعلاقاتهم الروحية المتسامية أكثر مما نقرأه عن طعامهم وشرابهم، بل كثيرا ما يضحي المرء بأسباب عيشه وقوته في سبيل تلك الوجدانيات.

ونتساءل أيضا: لماذا صارع ماركس نفسه للزواج من جيني حفيدة الدوق دير برونشويك مع أنه كان بإمكانه إيجاد البديل الجنسي عند غيرها من الفتيات؟ ولماذا رأى الدنيا فراغاً أمام فتاته هذه؟ ألا يدل ذلك على مكانة الروح من الإنسانية واستقلالها عن المادة سواء رضي الماديون أم سخطوا؟

3- معضلة الأخلاق وعلاقتها بالمادة، حيث تشكل الأخلاق صمام الأمان أمام غرائز النفس والجسد، وبما أن الحياة عند الماركسيين هي صراع على العيش فما الذي دفع الإنسان القديم إلى إقامة شكل من أشكال التضامن مع أبناء جنسه، وإلى اقتسام الثروات بنوع من العدل بحسب توافقهم، وبأي دافع يقدم المعونة للآخرين؟

لقد وقعت شعوب كثيرة تحت الاحتلال وكانت تجد قوتها، لكن حافز الكرامة أبى عليها الخنوع، وكم من ملك ضحى بحياته في ساحات الجهاد، وكم من عالم أفنى عمره في محراب العلم، وكم من سخي بذل ما يملك للضيوف، لكن الماركسيين يصرون على تسخيف الأخلاق والقيم الإنسانية عندما تكون بعيدة عن تطوير الحياة الاقتصادية.

المزيد في مقال "الماركسية والشيوعية" من #موسوعة_السبيل :
http://bit.ly/Marexia