Get Mystery Box with random crypto!

أحلام الصبا إن الطفل منذ صغره؛ تجده يرجو بلوغ مرحلة العشرينات | السبيل

أحلام الصبا

إن الطفل منذ صغره؛ تجده يرجو بلوغ مرحلة العشرينات، ويمنّي النفس بذلك، لعله إذا بلغها، سنح له عامل السن والشباب تحقيق جل أحلامه، وإنجاز صفوِ طموحاته، فحتى إذا حققها، عاش في رغدٍ وتفاخرَ بين أقرانه، فغبطه الناس، وحسده حسَّاده. حتى لتجد الطفل أو المراهق وبأمله الدّافق، ما ترك من حُلمٍ شاهِق ومطمحٍ سامِق إلا واصطفاه، وجعله هدفًا له يسعى لتحقيقه والوصول إليه.

فإذا بلغ هذه المرحلة وتوغل فيها، اصطدم بما لم يكن في الحسبان، فالواقع ليس كالتوقع، والبيئة لا تسمح، وتهكم الناس يؤذي النفس ويتعبها، والعتاب من الأهل والزوج داخل البيت يعرقل الآمال. إن الشاب بعد بلوغه هذه المرحلة، يصبح كثير التأوه، يتمنى العودة إلى أيام الطفولة والبراءة، حيث لم يكن كاهلاه مثقلان بمسؤولية أو محمّلان بالأمانات العظيمة، فجل ما كان عليه حاله القرب وملازمة أمّه ويديها الدافئتين.

حين يبلغ الشاب هذه المرحلة، تراه يتنازل عن أحلامٍ كثيرة وطموحاتٍ غزيرة، ولربما ودّعها بالأمل الخافت، فما عاد يطلب بعد ذاك غير راحة البال والسكينة، والاستقلال بعملٍ يدر عليه مالًا فيضمن له العيش الكريم، وبيت يسكن فيه، وحَلِيلَة يسكن إليها وتسكن إليه.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "هل العشرينات محطة التنازلات؟" بقلم عمار بن الشيخ
https://bit.ly/3VPdD6R