من أعظم الأخلاق أثرًا في النفس، فرحًا وسكينةً واتساعًا، وفي ا | السبيل
من أعظم الأخلاق أثرًا في النفس، فرحًا وسكينةً واتساعًا، وفي العاقبة رشادًا وجودًا وفضلًا=الإيثار.
ومتى حلَّ هذا الخُلق بالقلب نقب فيه نقبًا يُطلُّ منه على الجنة، فمُقِلٌّ ومُستَكثِر!
ولقد كان سيدنا محمد رسول الله ﷺ أعظم الخلق إيثارًا، وكان من ثمار إيثاره العظيمة، ما ترى في هذه الشريعة من رحمة، وفرار من الجفاء، وخلاصٍ من العنت.
وانظر كيف انفرد بين النبيين كلهم، فتعجل كلٌّ منهم دعوته في الدنيا، وخبأ هو بأبي وأمي ﷺ دعوته المجابة إلى يوم القيامة، وجعلها خالصةً لأمته! فقد نظر عليه صلوات ربي وسلامه فوجد ربنا تبارك اسمه خبأ تسعا وتسعين جزءًا من الرحمة إلى يوم القيامة، فخبأ نبينا هنالك إيثاره لأمته رحمةً بهم!
وهذا من أجلِّ براهين صدقه، فلو نظرت في حياته كلها ﷺ لم تجد إلا انشغاله ﷺ برحمة الخلق واستنقاذهم من النار، ودلالتهم على النور بأرشد سبيل وأرفقه! وصدق أبو العباس ابن تيمية رضي الله عنه حين قال: "ما خلق الله نفسًا أكرم عليه من رسول الله ﷺ ".