Get Mystery Box with random crypto!

وصفَ حكيمٌ حياةَ الإنسانِ فقالَ: 'ما العمرُ إلّا كتابٌ، دفّتاه | السبيل

وصفَ حكيمٌ حياةَ الإنسانِ فقالَ: "ما العمرُ إلّا كتابٌ، دفّتاهُ الميلادُ والوفاةُ، وصفحاتُهُ الأيّامُ؛ فكلّما طُوِيَتْ صفحةٌ دنوتَ أكثرَ منَ الأجلِ".

وأفضتْ بي هذهِ العبارةُ إلى التفكيرِ، أنَّ كلَّ تحرّكاتِ واحدنا، وتفوّهاتِ لسانهِ، تُدوّنُ في هذا الكتابِ، الذي هو في منتهى الحالِ قصّتُهُ التي يدبّجها عرفَ أم لمْ يعرفْ. وبما أنَّ الإنسانَ في هذا العصرِ منفتحٌ على قراءةِ القصصِ والرواياتِ، ومشاهدتها في الأفلامِ والمسلسلاتِ؛ فإنَّ منْ أثرِ هذهِ العاداتِ أنْ تطوّرَ قدرتهُ على تخيّلِ قصّتهِ هوَ، وترتيبِ أحداثِ أيّامهِ على منوالِ القصّةِ، بمشاهدها وشخصيّاتها، وطموحاتها وأحلامها، ونجاحاتها وإخفاقاتها، وخيرها وشرّها، وأخلاقها وميزاتها. وهذا ممّا يضيفُ أهميّةً إلى دعوى القائلينَ بفائدةِ تدوينِ كلِّ إنسانٍ في دفترِ مذكّراتهِ، وهوَ ما يتّفقُ معَ الدعوى الدينيّةِ، إذْ يقولُ (تعالى): "اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا". [الإسراء - 14]

واللهُ يرزقنا وإيّاكم خيرَ التأليفِ، وأحسنهُ بيانًا، وأحكمهُ نسقًا، وآمَنَهُ عاقبةً.

محمد خليل شباط