Get Mystery Box with random crypto!

الخالق الواهب.. لا ولد ولا ندّ له ويريد أن يبيّن عظم فرية مقو | السبيل

الخالق الواهب.. لا ولد ولا ندّ له

ويريد أن يبيّن عظم فرية مقولة اليهود والنصارى وبعض المشركين وشناعة ادعائهم بنسبة البنوة لله تعالى، فلا يعبّر عنه بتعبيرات ذهنية باردة لا يتخطى المعنى فيه خارج حدود الكلمات، بل يرسم لهذا الافتراء الجلل صورةً حسّية حركية تخاطب الكينونة الإنسانية من منافذ عدّة:

{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم: 88-93].

مشهدٌ تخيّلي مهيب، يثير فيك الفزع والهول، ويزلزل كل ذرة في جسدك مع كل حركة وهزّة من تلك الجمادات.. تتفطّر السموات.. ثم تنشقّ الأرض.. ثم تخرّ الجبال، حتى يستقرّ في نفسك فداحة هذا القول، وأنه ليس بالاعتقاد والكلام الهيّن في حقّ الله الذي ليس كمثله شيء!

وقد كان بإمكانه جل جلاله أن يكتفي بقوله {لقد جئتم شيئا إدّا} ويردفها بقوله {وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا} دون أن يتطرّق لذكر الحال الذي تكاد تؤول إليه السموات والأرض والجبال من عِظَم دعواهم، لكنّ هذا الخطاب الذهني الأحادي لن يثير فيك ما أثاره وجود التخييل والحركة، ومن ثمّ لن يتعاظم عندك – كما ينبغي – ما جاؤوا به في حق الله الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "العقل والوجدان في القرآن صنوان لا يفترقان.. نماذج تطبيقية" بقلم رامة سهيل بشير
https://bit.ly/43BPmn9