Get Mystery Box with random crypto!

عجيبة هي الحياة في هذه الدنيا؛ البعض لا ينفك يشبع من ملذاتها | السبيل

عجيبة هي الحياة في هذه الدنيا؛

البعض لا ينفك يشبع من ملذاتها فيتشبث بحياته، والبعض الآخر يملّ من كل ملذاتها فينهي حياته!

وهناك من يشعر بأنه في سجن لأنه محروم من ملذاتها، وآخر يشعر بأنه في سجن لأنه يستحرم ملذاتها!

الكثيرون ينظرون للحياة عبر غايات الشعور بالسعادة والمتعة والإثارة، فمن الطبيعي أن تتوقف حياتهم عند غياب هذه المشاعر.

لكن الحقيقة الإيمانية هي أن أرواحنا الخالدة هي حبيسة في عمر أجسادنا المحدود على الأرض كما كُتب في اللوح المحفوظ.

أما الطيّبات في الحياة فما هي إلا معين وزاد على الاستقواء والاستمرار، لا يطول العمر بها ولا يقصر.

فإذا ما فُتن الإنسان بملذات الحياة واستباح المنكر منها، فقد غلّب بدنه على روحه وصعّب على نفسه رؤية الحياة على حقيقتها ونسي الآخرة، فيعيش المُتع القصيرة المنحرفة في ضنك أطول.

حينها يصبح العقل ملازما على التفكير بإرضاء الجسد، أي تحصيل السعادة المرتبطة بالمادة وإيقاف الألم بفقدانها. وعندما يعجز عن تحقيق ذلك سواء استمتع بالمادة أم لا، ينتهي به المطاف إلى فقدان الرغبة في العيش؛ لأنها الطريقة المتبقية لإنهاء الألم.

الروح في عمر الإنسان تحاول مرارا أن تسمو بالنفس إلى خالقها ونافخها، والجسد يقاوم بجذب النفس إلى الأرض، إلى الطين، إلى أصلها المادي.

عندما تَنهى نفسك عن الهوى فأنت تحرر روحك من تداعيات فتنة الجسد بالمادة، معطيا الفرصة لعقلك للتفكير بالبلاء والحساب. حينها ستستطيع أن ترى في الصبر على ألم الحرمان لذة الطاعة والقرب من الله تعالى. حتى إذا جاء أجلك، كانت روحك جاهزة لتتحرر إلى بارئها فيجعلها في جنات النعيم بإذن الله.

قال تعالى: {فَأَمَّا مَن طَغَىٰ (37) وَءَاثَرَ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا (38) فَإِنَّ ٱلۡجَحِیمَ هِیَ ٱلۡمَأۡوَىٰ (39) وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ (40) فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِیَ ٱلۡمَأۡوَىٰ (41)} النازعات

محمد نبيل