Get Mystery Box with random crypto!

رسالتي هذه من أخ يحب الخير لإخوته، أطلب من كل غيور على دينه ال | السبيل

رسالتي هذه من أخ يحب الخير لإخوته، أطلب من كل غيور على دينه الذي يحكم دنياه أن يصبر على قراءتها وان طالت، وليحتسب أجر ذلك على الله. أما بعد،

فمن حكمة الله عز وجل أن يبتلي عباده لقوله (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) ومصداقا لقوله (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ)، ولا يخفى علينا أن الفتن والشبهات التي نتعرض لها لم تكن لتظهر الا باذن العليم الخبير وهو القائل (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)، أمَا وأن من حكمة العليم أن يجعل لكل داء دواء وشفاء، فقد سخر لكل استشكال وشبهة دروعا تتصدى لها وجنودا ينسفونها نسفا، ألا وهم الراسخون في العلم أي المتمكنون منه، لقوله في تتمة الآية (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ)، ولعل المتدبر لكتاب الله يعلم يقينا أن التمكين لا يحصل الا بدعاء الله عز وجل، أَوَلَیۡسَ الراسخون في العلم يقولون (رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَیۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ)؟

وفي هذا أمر صريح بطلب الهداية والعلم حتى تتبدد الشكوك في قلب كل مسلم، فيدعو حينها الى الله على حجة ويقين امتثالا لأمر الحكيم (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ). ولنا في رسولنا أُسۡوَةٌ حسنة، ثم فيمن نحسبهم من العلماء والله حسيبهم ممن ينصر بهم العزيز دينه، بأفكارهم وكتبهم وحججهم أمثال د. اياد القنيبي ود.عبد الله العجيري ود.هيثم طلعت ود.أحمد السيد ود.سامي عامري وغيرهم ممن يحقق الله بهم وعده وهو القائل (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) أي مضمحلا لا ثبات له.

مما سبق نقول أن مَثَل الخوض في الشبهات قبل طلب العلم، كمَثَل من أراد علاج المرضى واستئصال أورامهم دون تدرج في علوم الطب ولا تمكن من أدواته، وهذا مما وقعتُ فيه سابقا لولا النصح الذي تلقيته من اخوتي ومن أحد أساتذتي وكذا د. البشير عصام المراكشي جزاهم الله عني كل خير، ومما لا شك فيه أني أكره وقوع أحد من اخوتي في فخ كهذا يضيع عليه دينه، أولسنا نشفق على حال المريض المتألم فنحاول بكل ما أوتينا من علم و وسائل أن نخفف آلامه ومن ثم نصل به الى بَرِّ الشفاء؟ فكيف بنا اذا رأينا من نحبهم قد صاروا أمواتا قابعين في الظلمات (الشبهات) -كيف بنا- أن نُخَلِّيَ بينهم وبين مواتهم أو كما وصفهم ربنا (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ)، أو ليس الأمر أشد خطورة من مرض يزول عاجلا أم آجلا في دنيا متوسط أعمار مُعَمِّريها ستون سنة؟ والله انه لأخطر وربنا يقول (وما يَسْتَوِي الأحْياءُ ولا الأمْواتُ)، فهل نتركهم ساهين في غفلة لا يستفيقون منها الا حينما يبدو لهم ما قال ربنا (وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) ؟ لا والله لن نفعل، بل سنسعى ونقول كما قال شعيب (إِنۡ أُرِیدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَـٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِیقِیۤ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَیۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَیۡهِ أُنِیبُ).

هبْ أننا تعلمنا وعلمنا، وتصدينا للشبهات بالحجج القاطعة والبراهين الصادقة فلم يزدهم ذلك الا ظلما وعلوا، فما السبيل حينها؟ أقول والله أعلم، بعد أن اجتهدنا وبلغنا حري بنا أن نتذكر قول ربنا (فَإِنۡ أَعۡرَضُوا۟ فَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ عَلَیۡهِمۡ حَفِیظًاۖ إِنۡ عَلَیۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَـٰغُۗ) حينها يسعنا أن ندعو لهم بالتوبة والهداية، فما كان تعنتهم واستكبارهم الا بأسباب ظلموا بها أنفسهم مصداقا لقول ربنا (سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَایَـٰتِیَ ٱلَّذِینَ یَتَكَبَّرُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن یَرَوۡا۟ كُلَّ ءَایَةࣲ لَّا یُؤۡمِنُوا۟ بِهَا وَإِن یَرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلرُّشۡدِ لَا یَتَّخِذُوهُ سَبِیلا وَإِن یَرَوۡا۟ سَبِیلَ ٱلۡغَیِّ یَتَّخِذُوهُ سَبِیلا، ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا وَكَانُوا۟ عَنۡهَا غَـٰفِلِینَ)، أضف الى ذلك قوله جلا وعلا (أَفَرَءَیۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمࣲ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَـٰوَةࣰ فَمَن یَهۡدِیهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) صدق الله العظيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

-أخوكم ومحبكم رضا أبينو- Réda Abainou