Get Mystery Box with random crypto!

ما يعرفه تلاميذ الثانوي في الفيزياء اليوم، يُجاوز ما كان يعرفه | السبيل

ما يعرفه تلاميذ الثانوي في الفيزياء اليوم، يُجاوز ما كان يعرفه إسحاق نيوتن في عصره.

ومع ذلك، يبقى نيوتن كما وصفه أحدهم: "أعظم فيزيائي وطِئت قدماه الأرض."

فعبقرية نيوتن ليست بقَدر المعلومات التي كانت عنده، بل بالمنهج الذي كشف به عنها، وقدرته العجيبة على تفكيك وتحليل ظواهر الطبيعة (حركة الأجسام، سرعتها، العلاقة بينهما... الضوء...)

بتعبير مختصر: استطاع نيوتن أن يترجم لنا اللغةَ التي يتحدثها الكون.
وإذا فهمتَ هذا، ستفهم لماذا الإمام الشافعي هو أحد أعظم العقول الإنسية في عمر التاريخ.

فمعلومات الطلبة في المدارس العتيقة اليوم تُجاوز بأضعافٍ ما هو موجود في "رسالة" الشافعي، وما أضافه العلماء من بعده يناهز ما أضافه الفيزيائيون المعاصرون من بعد نيوتن إلى حقل اشتغاله، سيما مع ثورة الفيزياء الحديثة...

ولكن إذا نظرتَ لهذا الأمر في عصره، وكيف استطاع الرجل أن يكشف لنا عن منطق الشريعة، وقواعد بناء الأحكام، وأُسُس الاستنباط ومناهج الاستدلال التي كانت مطوية في متون وأفئدة الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب المتقدمين، ستدرك عظمة الشافعي، وعظمة العقل الأصولي مِن قبله ومٍن بعده.

أي باختصار: كشف نيوتن عن اللغة التي يشتغل بها الكون، وكشف الشافعي عن اللغة التي يشتغل بها الشرع، وهما صورتان من صور العظمة، لا تتكرران في التاريخ إلا نادرًا.

Mohamed Amine Khoulal