Get Mystery Box with random crypto!

أيها الأنت، قد يحدث و ينبض قلبك بشدَّةٍ أحيانًا، أو يتغير روتي | بوح قلم :محمد الشــميري

أيها الأنت، قد يحدث و ينبض قلبك بشدَّةٍ أحيانًا، أو يتغير روتينك اليومي الجافّ، أو قد تسهر أرقًا بعض اليالِ الطوال، أو ربما تفقد السيطرة على نفسك بعض الوقت.
قد تتناسى أتعابك وهمومك، وتضع حملها الثقيل من كاهلك المهترئ بموقفٍ حدث، و ربما تتناسى ذلك لوحدك، بعد أن تحدث نفسك طويلا جدًا.
قد تفوت فرصة جاء بها القدرُ إليكَ على طبقٍ من فضة، لا تتحسر على ذلك ! تلك هي الحياة .
لكن مالا تعرفه عن الحياة الآن، أو ربما تعايشه لكن لا تستطيع تحديد كنهه أو كينونته، ذلك ليس بالأمر الصعب، وليس بالسهل أيضًا، لكنه الشيء المبهم الذي سيقلب حياتك رأسًا على عقب.
ليس ذلك وحسب، بل سيجعلك متلهفًا لمعرفة ماذا الآن؟ و ماذا بعد ذلك؟!
ستشعر بشكلٍ عفوي بكل حركةٍ يقومون بها، سيجعلك تحلل كل شخص، كلامه، مظهره، لغةُ جسده، وحتى حركة مشيته؛ ستصبحَ محققًا، وإن لم تشعر بذلك.
ستخرج من حالة الملل والإرهاق التي ترافقك يوميًا؛ لأن التساؤلات سوف لن يبقى لها حد في مخيلتك، ستطرح جميع الأسئلة التي تريدها، و ستطرح الإجابة عنها كذلك، كل هذا بمخيلتك أنت، ستكون أنسان آخر، أو ربما أكثر من ذلك.
أنت سوف لن تنام لاحقًا، هذه المرة ليس من الأرقّ، ربما الهذيان سيكون أكبر من ذي قبل.
في الوهلة الأولى، سوف تشعر بقشعريرةٍ غريبة تجتاحُك من أعلى رأسك حتى أخمصِ قدميك، كأن دفعةٌ من الإندريالين تغزي جسدك.
لهفةٌ مجنونةٌ تطيّق قلبك، لوهلةٍ تظنهُا الفرح، الرغبة، أو حتى الجموح، لكنه خليطٌ أكبرَ مما تفكر فيه.
سوف لن تحتاج إلى أعينك بعد الآن، نعمة النظر للأشياء الرمزيّة، سوف ترى كل شيءٍ بقلبك.
لا داعٍ للإنتظار بعد الآن، أنت سوف تشعر بكل شيءٍ من حولك، بشكل عفوي، ليست بالقوة الخارقة، أو الرجل السوبر، ستتحسّسَ كل شبرٍ، دون أن تلمسه.
سوف تعرف ما تريد، فقط برائحة عِطره، إنه ليس بتلك القوة، فقط لأنه "عِطره".
ستحب كل شيء من حولك، ستكوِّنَ الصداقات الحميمة في الأماكن التي كانت بالنسبة لك أكثر مللًا، قهوةُ صباحك، جدرانُ غرّفتك، حتى وسادتك القطنيّة، أنت سوف تحدثهم بكل تفاصيلك، لن تشعر بالوحدة بعد الأن.
ليس هذا وحسب، سيزيد جنونك جنونًا، سوف لن تحتاج إلى عقلك بعد الآن، الجنون هو أكثر ما تريده.
في هذه المرحلة ستترك وعيّك جانبًا و همومهِ و مشاكله، سترى كل شيء بألوانِ الطيف، لا تفسيرًا منطقيًّا لهذا، إنه قبسٌ من الجنون.
ستحب التحدث عن مشاعرك لأيٍ كان، رغبتك في البوح بما تحسُّ به ستقودك للجنون، عاجلًا أم آجلًا.
مرآتك الزجاجيّة لم تعد كما كانت، إنها الصديق، الحبيب، و حتى الأنت، أنها أكبر بكثيرٍ من مجرد مرآة، أنت سوف لن تشعر بالوقت معها، ستقوم بحركات جنونيّة أمامها، أو ربما ستحدثها بمحادثات تمنيت أن تحدث، لكن لافائدةً الآن من التحسر، أنت مازلت تضيّع الفرَّص، و مازلت تقرأ هذه الأحرف وتتركهُ جانبًا.
دعكَ من كلِّ هذا فأنت الآن على الأغلب "تُحِبْ"!

محمد عبدالله الشميري
#هل_أنت؟