الظروف!.. أيها الأنت، طِرْ بعيدًا، لامِس الغيوم، واستشعر هَبَّاتَ النّسيم، أنتَ لست مقيَّدًا. لا تقف مكتوفَ الأيدي بحجّة الظروف، إنها مجرّد حاجزٌ وهميٌ صنعتهُ بنفسك. لا تقلْ أن الظروف هي من فعلت ذلك، أنت نفسك لم تحرك ساكنًا، فلا تتوقع أن يأتي إليك كل شيءٍ على طبقٍ من فضّة. كن مغامرًا حَدّ الجنون، يجب عليك أن تسبح في الإتجاه المعاكس، و ليس البقاء بعيدًا ومشاهدة الأحداث، فالرياحُ لا ترحمَ أحدًا. ستموت كَمدًا أيها الأحمق، بالتأكيد أنت لم تفعل أي شيءٍ من هذا، لم تبادر، لم تغامر، و لم تُقامِر حتى، فقط اكتفيت بإلقاء اللومِ على الظروف اللعينة. تعلّم كيف تتمرد على الظروف، دعك من العادات، التقاليد، و كلام الناس، دعك من كل شيء، فكر بنفسك، فاؤلئك الذين تمرّدوا هم من وصلوا إلى إهدافهم. فقط.. فكر بنفسك أولاً' فما الظروف إلّا حاجزٌ افتعلتهُ بيدِك، خلَقتَهُ في عقلك، رسمتَهُ أمامك، و أخذتَ تغذّيهِ وتنمّيهِ بأفكاركَ السلبيّة، ومنظورك المُنغلِق، حتى كاد أن يلتهمك! إنّ الظروفَ ببساطةٍ يا أنت، هي الأحداث التي تدور من حولك، و أنت في نطاق هذه الدائرة، أثّرتَ عليها بشكلٍ أو بآخر، فالأحداثُ من صُنعِكَ أنت. إذن الظروف هي أنتَ، فلا تَتَحجّجَ بنفسك، فأنت تقلّل من شأنك. حِك ظروفك حَسْبَ هواكَ، و لا تجعل الظروف هي من تحيكَك، فالظروف مرآةٌ لشخصيتِك، و مقدارٌ لوعيك، و ميزانٌ لمدى حنكتك و رجاحةِ عقلك في تسيير الأمور و حبكها لصالحك. كن قويّا، لا تستسلم من المحاولة الأولى، ولا حتى السابعة! فكّر قليلا و احسم الأمر، أي الطريق هو الأقوم بالنسبة إليك، إما نعم أو لا، رويدًا رويدًا حتى تصنع قَدَرَكَ! فكّر، خَطّط، ثم احسم، إذا طبقت هذه النظريّة، لأي شيءٍ في حياتك، أي شيء ،سواء كانت عملية شراء، أو علاقة شخصيّة، أو شيئا يخصّك في الملكيّة، ستشعر بتغيير مسارك، فأنت من تحدده و توجهه، حينها سيصبح ظرفَك منوطًا بك وحدك، محتومٌ بقرارك.
