أقدار شاعر للشاعر/ياسين عبدالعزيز على الحاسبِ الآليِّ شِعرَاً | إبحار الأدبية

أقدار شاعر
للشاعر/ياسين عبدالعزيز

على الحاسبِ الآليِّ شِعرَاً كَتَبتُني

دواوينَ فوقَ النَّجمِ فيها وَجَدتُني

 
تَأَلَّقَ فيها الحَرفُ يُومِضُ في الدُّجَى

يُشِيرُ إلى الدَّربِ الذي فيهِ شِئتُني


نَذَرتُ بها عُمرِي لشعبي وأُمَّتي

وَهَبتُهُمَا الحُبَّ الذي ما وَهَبتُني


وغَنَّيتُ للإنسانِ، للحُبِ، للسَّنَا

وللوَطَنِ المَأمُولِ .. شَوقَاً عَزَفتُني

 
سَكَبتُ بها روحي مُزُونَ مَحَبَّةٍ

ومِنْ أجلِ إسعادِ الأنامِ نَثَرتُني

 
وأروَيتُ عُشَّاقَ الضِّيَاءِ ببعضِها

وخَبَّأتُ منها ما لِآتٍ جَمَعتُني

 
لِأَشهَدَ مِيلادَاً جَدِيدَاً بِنَشرِها

وألقَى بها ما كُنتُ يوماً وَعَدتُني

 
لَحَى اللهُ فَيرُوسَاً غزا (اللابَـ..) فاختَفَتْ

بِفُقدَانِها أحسَستُ أَنِّي فَقَدتُني

 
فأمسَيتُ أطوي الليلَ كالدَّهرِ باحِثَاً

فما عادَ شِعرِي أو بشيءٍ وَجَدتُني

 
ولَكِنَّني مهما استَبَدَّ بِيَ الأسَى

وشَيَّعتُ عُمرَاً حافلاً .. ما أَضَعتُني

 
عَزَائي بِهِ الباقي الذي تَمَّ نَشرُهُ

وما في البَرِيدِ الْـ كُنتُ فِيهِ ادَّخَرتُني

 
يُخَفِّفُ أَحزَانِي، فَتَنزَاحُ غَفلَتِي

وأطوِي سِيَاطَ اللَّومِ إمَّا جَلَدتُني

 
فمادامَ خَيلُ الشِّعرِ يَركُضُ في دَمِي

فَإِنِّي بَهِ نَحوَ الخُلودِ حَمَلتُني

 
وإنِّي وأقداري كقَوسٍ ونَبلَةٍ

فإنْ شُدََّ حَبلٌ .. للأمامِ دَفَعتُنِي

 
سَأجمَعُ أفكاري، وأقرأُ واقِعي

كأنْ لمْ أكُنْ يوماً بِوَعيٍ قَرَأتُني

 
وأزجي سحاباً مِنْ معانٍ بَرَأتُها

وأروي جِنَانَاً في ثراها زَرَعتُني

 
وأرسُمُ للأجيالِ مِنْ وَحيِ رحلتي

طريقاً بها للمجدِ عشقاً سَبَقتُني

 
دواوينَ فيها الروحُ تَبعَثُ أُمَّةً

كَأَنِّي بها في كُلِّ جِيلٍ بَعَثتُني

 
أُشَاهِدُ فيها الفِكرَ يُثمِرُ عِزَّةً

وأُوقِنُ أَنِّي في القلوبِ غَرَستُني

 
ولن أحفظَ الأشعارَ في أيِّ حاسِبٍ

إذا ما بِدُورِ النَّشرِ ضَوءَاً حَفِظتُني

 
ياسين عبدالعزيز
1/7/2019م