Get Mystery Box with random crypto!

#حكاية_طالب مـصـروفُـهُ فـــي كـــلِّ يـــومٍ وفـيْـر أبـــــ | عبدالله البردوني

#حكاية_طالب

مـصـروفُـهُ فـــي كـــلِّ يـــومٍ وفـيْـر
أبــــــوهُ إمّــــــا ســـــارقٌ أو أمـــيْــر
أو عـــــنـــــده أمُّ ك «مـــرجـــانـــةٍ»
فــــي بـيـتـهـا كــــلَّ مــســاءٍ وزيْـــر
عــلــيـه مِـــــن تَـغْـنـيـجها مــسـحـةٌ
ومِـــــن هـــدايــا زائــريــهـا عــبــيـرْ
***
فــــي كــــل يــــوم يـكـتـسي حــلّـةً
أخـــرى، فـيـبدو دمـيـةً مِــن حـريـرْ
حــقــيـبـةً تــخــطــو كــجــاسـوسـةٍ
تـــــروم أن تـــغــوي نــقـيّـاً شــهـيـرْ
***
تـــأتـــي بــــــه ســـيـــارةٌ وحــــــدهُ
تــعــيـدهُ أخـــــرى عــلـيـهـا خــفـيْـر
يــجـيء ظــهـراً أو ضــحـىً مـثـلـما
يــأتـي إلــى حـفـل الـبـلاط الـسـفيْر
***
يــظــل مــطـويـاً مــــدى الــوقـت لا
يـــثــيــرهُ شـــــــيءٌ ولا يــسـتـثـيْـر
يــجــيـب إيـــمــاءً، يـــنــادي كـــمــا
يــمـازح الـصـمـتُ الـزجـاجَ الـكـسيْر
***
يـــا لــيـت شـعـري مــا اسـمـهُ عـلّـهُ
«سـمـيـرةٌ» لــكـنْ يُـنـادى «سـمـيْر»
يــلـوح فــي الـعـشرين يـبـديه فــي
بــدايــة الــعـشـر الــغـبـاءُ الـنـضـيْـر
تـحـديـقُهُ مــثـلُ طـحـيـن الـحـصى
وخــطـوُهُ يـحـكـي عـجـينَ الـشـعيْر
***
يــبـالـغ الأســتــاذ «رشـــوان» فـــي
تــدلـيـلـه، يــرعــاه كــابــن الــمـديْـر
يـدعـوه «طـه» «أجـدع الـكل»، بـل
يـدعـوه «مـرسـي» عـبـقرياً خـطـيْر
عــلــيــه مِــــــن ذَيْـــــنِ وذا هـــالــةٌ
تــحـيـطـه عـــــن أمــــر والٍ كــبـيْـر
«ومـصـطـفـى» يُــعـنـى بـإنـجـاحـه
فـيـسـتحق الـسَّـبْـقَ وهْـــو الأخــيْـر
***
يــجـتـاز صــفــاً بــعـد صـــفٍّ ومـــا
عـــانــى طــريــقـاً أو أراد الـمـسـيْـر
وبــعـد عـــامٍ ســـوف يــرقـى إلـــى
كــلِّـيـةٍ أعــلــى، ويــدعــى الـجـديْـر
ويــصــبــح الــدكــتـور، فـــــي دارهِ
دكــتــورةٌ مِــــن أي مــلـهـىً أجــيْــر
ونـحـن فــي الـتَّـجهيل نــذوي كـمـا
يـضـيعُ فــي قـيـظ الـرمـال الـغـديْر
***
- رَقَّــوْهُ يــا «يـحـيى»، كـمـا رسَّـبوا
«عــدنـان» إذ سـمّـى زهـيـراً جـريْـر
تـحـتاج يــا «نـعـمان» كــي تـرتـقي
عـــمًّــا طـفـيـلـيـاً وصـــــدراً وثــيْــر
- مَــــن قـــال انـــي أبـتـغـي رفــعـةً
كـــهــذه، هـــــذا طـــمــوحٌ حــقــيـرْ
***
رقَّـــوه يـــا «مُـلـهـي»، نــعـم حـظـهُ
أحـــظُّــه أم أَسْـــتَــذاتُ الــحـمـيْـر؟
مــا شـأنـه يــا «صـقـر» تـشـقى بــهِ
أشــــمُّــــه عــــنــــوان آتٍ مــــريْـــر
هـــذا الـــذي مِــن صـفـنا كــم تــرى
لـــــه بــصـنـعـا أو ســواهــا نــظـيْـر
قـــل أيـــن أهـــل الـبـيت يــا بـيـتنا
ولا تـــقــل لــلــفـأر أيــــن الـضـمـيْـر
***
يـــا «قــيـس» رقَّـــوهُ، كـمـا رفَّـعـوا
مِـــن قـسـمـنا كـــل كــسـول غــريْـر
ورسَّــــبـــوا «نـــصـــراً» لــنـسـيـانـهِ
«أم الـنـبيْ»، هــذا امـتـحان عـسـيْر
وســهَّــلـوه كـــيــف شــــاؤوا لــمــن
لاقــــــوه عـــونـــاً أو رأوه عــشــيْـر
***
يــا «زيــد» أسـكتْ بـيننا مَـن يـشي
دعـــهُ، أمـــا أنْــكـرْتَ هـــذا الـنَّـكـيْر
أخـــــــاف أســـتـــاذاً أرى وجـــهـــهُ
ولا أرى فـــيــه الـــوجــوه الــكـثـيْـر
فـي الليلِ يَسْطو هادئاً، في الضحى
يَــجْــتَـرُّ ســـاقــاً كَــمَــبـالِ الـبـعـيْـر
وتــــحــــت إبـــطــيــهِ كـــكــرّاســةٍ
ولـــفّـــةٌ فــيــهــا جـــهـــازٌ صــغــيْـر
***
هــــذا الــــذي قــــال: إلــــه الــقـوى
أنــــــالَ إســرائــيــل ربّـــــاً قـــديْــر
عـرفـتَـه يــا «صـقـر»؟ كــان اسـمـهُ
«وصفي» وهذا العام يدعى «منيْر»
والآن أضــــحــــى مــســتــشـاراً ولا
يــدري سـوى الـشيطان مـاذا يـشيْر
وفــــــوق هــــــذا عـــنـــده نـــاهــدٌ
كــأنــهــا قــــــارورةٌ مِــــــن أثـــيْـــر
عـــن وحـيـهِ رقــوا «سـمـيراً»، أمَــا
إرادة الـتَّـجـهـيـل جــهــلُ الـمـصـيْـر
***
«سـمير» مَـن يـا «مـقطري»؟ خـلتهُ
ســلــيـلَ بــيــتٍ مــخـبـرٍ أو خــبـيْـر
تــراهــمـا سِـــيّــان يـــــا صــاحــبـي
وراء كــــــلٍّ ألــــــفُ سٍّـــــر مــثــيْـر
ووالــــدا هــــذا؟ حَــكَــتْ عــمَّـتـي:
إنّ أبـــــاه مـــــات شــهــمـاً فــقــيْـر
إذن لــــــــهُ أمٌ كــــمــــا لاح لــــــــي
طـريـقُ عـرش الـمال خـبثُ الـسريْر
تــجـري الـتـقـارير الـفـظـيعات مِـــن
صـالـونـهـا، وهـــو الـفـظـيع الـقـريْـر
***
مـــاذا سـيـأتـي بــعـد ذا؟ هـــل لـــهُ
بَـعْـدٌ؟ وهــل عـمـر الـمآسي قـصيْر؟
هــــذا نــذيــرٌ، بـــل بـشـيـرٌ، أصـــخْ
بـشـيُر مَــن؟ مــاذا يـقـول الـبـشير؟
                  ١٩٨٥م
#البردوني