2022-06-21 20:03:06
* أهميّة الإنذار في التبليغ والهداية.*
* نفائس من تفسير تسنيم (٢٣٩)*
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦)
سورة البقرة
إنّ المقابلة بين الآيات في صدر السورة والتي تحدّثت عن «هداية المتّقين»، والآية محطّ البحث التي تبيّن «عدم تقبُّل الكفّار للهداية» تقتضي الاستبدال بالتعبير: ﴿ءَأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم﴾ في هذه الآية تعبيراً آخر فيقول: «أهديتهم أم لم تهدهم».
لعلّ السرّ في تغيير التعبير هو أنّ القرآن الكريم، فيما يتعلّق بهداية الناس، يولي الإنذار والتحذير عناية خاصّة، فمع أنّ القرآن بشير للمؤمنين، وهو نذير لهم في آنٍ معاً: ﴿هُدًىٰ وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً﴾ ، وأنّ النبيّ الأكرم (ص) كذلك هو بشير، في ذات الوقت الذي هو فيه نذير: ﴿إِنَّا أَرْسَلْْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً﴾، لكنّ النواة المركزيّة للتبليغ والهداية هي الإنذار، ومن هذا المنطلق فإنّ رسالة النبيّ الاكرم (ص) تُطرح في بعض آيات القرآن الكريم على أنّها رسالة إنذار فحسب، مثل: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ﴾، و﴿وَاُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلْقُرْآنَ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ﴾، ومن أجل تبيين الأساس في هداية الأنبياء فقد جاء الحديث عن الإنذار فقط: ﴿يَا مَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ أَلَمْ يَأتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا﴾، كما وقد تمّ تحديد الهدف من وراء النَفْر الثقافيّ للمتفقّهين في الدين على أنّه إنذار للناس: ﴿فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنْذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ﴾.
كذلك فإنّ السرّ في التأكيد على الإنذار هو أنّ معظم الناس لا يستقبلون الهداية من خلال البشارة الصرفة، ومنطقهم في ذلك هو: عدم بيع نقد اليوم بنسيئة الغد. ومن هذا الباب، فإنّ نداء ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ قد طَرَق سمع قلب النبيّ الأعظم (ص) منذ بزوغ شمس الرسالة.
تفسير تسنيم ج ٢ ص ٢٥١
* نفائس من تفسير تسنيم (٢٣٩)*
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦)
سورة البقرة
* أهميّة الإنذار في التبليغ والهداية.*
إنّ المقابلة بين الآيات في صدر السورة والتي تحدّثت عن «هداية المتّقين»، والآية محطّ البحث التي تبيّن «عدم تقبُّل الكفّار للهداية» تقتضي الاستبدال بالتعبير: ﴿ءَأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم﴾ في هذه الآية تعبيراً آخر فيقول: «أهديتهم أم لم تهدهم».
لعلّ السرّ في تغيير التعبير هو أنّ القرآن الكريم، فيما يتعلّق بهداية الناس، يولي الإنذار والتحذير عناية خاصّة، فمع أنّ القرآن بشير للمؤمنين، وهو نذير لهم في آنٍ معاً: ﴿هُدًىٰ وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً﴾ ، وأنّ النبيّ الأكرم (ص) كذلك هو بشير، في ذات الوقت الذي هو فيه نذير: ﴿إِنَّا أَرْسَلْْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً﴾، لكنّ النواة المركزيّة للتبليغ والهداية هي الإنذار، ومن هذا المنطلق فإنّ رسالة النبيّ الاكرم (ص) تُطرح في بعض آيات القرآن الكريم على أنّها رسالة إنذار فحسب، مثل: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ﴾، و﴿وَاُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلْقُرْآنَ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ﴾، ومن أجل تبيين الأساس في هداية الأنبياء فقد جاء الحديث عن الإنذار فقط: ﴿يَا مَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ أَلَمْ يَأتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا﴾، كما وقد تمّ تحديد الهدف من وراء النَفْر الثقافيّ للمتفقّهين في الدين على أنّه إنذار للناس: ﴿فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنْذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ﴾.
كذلك فإنّ السرّ في التأكيد على الإنذار هو أنّ معظم الناس لا يستقبلون الهداية من خلال البشارة الصرفة، ومنطقهم في ذلك هو: عدم بيع نقد اليوم بنسيئة الغد. ومن هذا الباب، فإنّ نداء ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾ قد طَرَق سمع قلب النبيّ الأعظم (ص) منذ بزوغ شمس الرسالة.
تفسير تسنيم ج ٢ ص ٢٥١
https://t.me/tafseertasneem
97 views17:03