Get Mystery Box with random crypto!

ابني والكرامة هالني منظرها تلك الأم التي أخذت برأس ابنته | تربيه جيل الأمه

ابني والكرامة

هالني منظرها

تلك الأم التي أخذت برأس ابنتها ذات الثماني سنوات
تدفعها أمامها وهي تضربها لأن رفيقاتها اشتكين من أنها أساءت لإحداهن

، ذكرني مشهد هذه البنت بتلك المشاهد التي امتلأت بها أفلام الأبيض وأسود حيث تضرب الثرية قاسية القلب خادمتها الطفلة لأنها تأخرت في إحضار الطلبات أو انكسر منها شيء دون قصد .

مشهد يتكرر كثيرا في شوارعنا ، أم تنهال ضربا على ابنها لأن السيارة كادت تصدمه ،

وأخرى تسب ابنتها لأنها تعثرت فسقطت على الأرض .


مشاهد كثيرة لكثرتها صارت مألوفة ، لكن مشهد تلك الطفلة ذات الثماني سنوات أدمى قلبي ، ربما لأني أحب هذه الطفلة وأعرف مدى رقتها ؟

ربما لأني أدرك كم هو مؤلم أن يهان الطفل أمام أبويه ولا يحميانه ، فما بالنا بأن تكون الإهانة على يد الأم ، أحد أوضح مظاهر رحمة الله في الأرض .

ولهؤلاء الآباء والأمهات أقول : ماذا لو دخلت عليك أمك الآن وأنت بين رفاقك وسبتك ولطمتك ؟

ماذا لو ذهب والدك إليك أيها الأب الجليل وأهانك أمام زملائك في العمل ؟

ماذا لو شتمك أبوك وأنت مجتمع بأقاربك في بيت جدك ؟

هل ستتحملون هذه الإهانات ؟

أنتم أيها الكبار لن تتحملوها فما بالنا بالأطفال ؟

ألأنهم لا نصير لهم من أيديكم ؟

فويل لظالم لا نصير لمن ظلمه إلا الله .

قالها لي أحد الشباب : أبي سر ضياع كرامتي بين شباب العائلة ، كل خلاف بيني وبين أقاربي ينصرهم علي حرصا على مشاعر أهله ، أما أنا فلا قيمة لمشاعري ولا قيمة لكرامتي ، قالها الشاب وهو يكاد يبكي .

أسمعها كثيرا : لو مضربتش ابني قدام أهلي مبيهدوش وبيفكروني بادلعه ، فباضطر أضربه منعا للمشاكل .


ولهؤلاء أقول : ماذا لو كنت موظفا بأحد المصالح ، ودخل رئيس مجلس الإدارة على مديرك وحدثت مشكلة بين الموظفين في وجوده ، فأراد هذا المدير أن يثبت ولاءه وحرصه على العمل أمام رئيسه ، فجاء بك وسبك وصرخ في وجهك وخصم من راتبك دون أن يتأكد هل أنت مخطئ أم لا ، ودون أن يراعي أخلاقيات العمل وقوانينه ؟

ما سيكون شعورك أيها الأب الجليل ؟ ماذا سيكون شعورك أيتها الأم ؟


إن ضرب وإهانة الابن أو حتى عقابه بشكل هادئ في وجود أي شخص أمر مهين جدا لكرامته ، وكفيل بأن يخرج من ابنك كل السلبيات التي تخشاها ،


فقد تؤدي به إلى الكذب أوقضم الأظافر أوالتبول اللاإرادي ، وقد يؤدي به إلى العنف المفرط والتنمر والكثير من الأزمات النفسية .


أما في الآخرة ، فإني أخشى أن يحاجيك ابنك أمام الملك يوم القيامة :

يارب لم يكن لي من يدافع عني في الدنيا فخذ لي أنت حقي يا الله .


يا سادة ، الله كرم بني آدم ، فصارأغلى ما يملك الإنسان كرامته ، فرفقا بأبنائكم ، ولا تجعلوهم متنفسا لغضبكم ، فما ستعملونه اليوم ستجدونه غدا ، فأنتم اليوم أقوى ، وغدا تضعفون ، رفقا بأبنائكم ؛ فغدا يفعل فيكم ما تفعلون .


دمتم رفقاء بأبنائكم محافظين على كرامتهم