Get Mystery Box with random crypto!

يمرّ الشتاء سريعاً، على النوافذ ، الشوارع حين تخلو، و محطات ال | الرؤى

يمرّ الشتاء سريعاً، على النوافذ ، الشوارع حين تخلو، و محطات الوقود..!
ثمة دخان وحيد، يتكاثف ثم يبدأ في الصعود، لا طريق له، أوله في القلب والرئتين، والشفتين أيضا، لا أحد يعلم آخره بعد..!
كمحاولة تحفها النيران، تبدأ الأفكار بحرق كل دفاترها، وذكرياتها، تجمع الصور المركونة هنا وهناك، ترتبها زمانيا، تشعلها بنفس المكان، لهب يضيئ بالعين، يصيب كل الأطراف بالسخونة، ولم يره أحد..!
ببساطة.. لأنه وبعد كل هذا الاشتعال، لا ماء تطفئه.
سريعاً تمرّ كل الشتاءات، هل سبق ومكث الجليد فوق رؤوسنا، حتى بحثنا عن كيفية إذابته..! دوماً يباغتنا انهيار ثلجي فوق رأسنا، وتحت الأقدام.
ليست كل الشتاءات تصيب الطقس فقط، وتغير نظام الغلاف الجوي، بعضها يصيب الأسرّة التي رحل عنها أصحابها، وهذا سريع التكوم حول أطرافها ولا يغادر..!
هناك شتاء ثقيل، يصيب قلوبنا، لا برودة فيه ولا ثلج، إنما تيه و رضوخ للبكاء أو الصمت، تشعر نفسك محاط بنفسك، وكلاكما حريص على أن يشهد جنازة الآخر.
يكن في التشييع حياة أخرى، ربما...!
أول الحضور، صاحب السمو، جلالة الملك، شتاء دائم بن ليل طويل، له تذعن الرقاب، تلتوي الأقدام بداخل بعضها، وتحيط الأيادي بمنتصف الخصر، ذلك شتاء دائم بن ليل طويل، تعرفه الممرات السرية، وفيالق القتلة، يمرّ على الممالك فيدمرها، يعنف الأطفال، ويقهر الرجال، لا تهنأ ساعاته إذا مرت خفيفة آمنة، ولم يمت فيها أحد..!
ذلك شتاء لا رحمة فيه، يصيب الكتابة، يستعبد الحروف، ويجفف الحبر..!
حين يقول أحدهم أنه مصاب بالشتاء، اسأله : أيهم..!

تزعجني الإجابات الناقصة، ومطلع الصيف.

البت /رؤى