Get Mystery Box with random crypto!

نبدأ من الصفر، ثم الواحد..! طبيعي ان يكبر أحدهم بعد أن كان صغي | الرؤى

نبدأ من الصفر، ثم الواحد..!
طبيعي ان يكبر أحدهم بعد أن كان صغيرا، يزيد طوله، وزنه، شعره، ويتسع بؤبؤ أحلامه، تدور الأرض تحت قدميه، فتلتف المشاهد من حوله، وجانبيه، مرة تقابله بنايات ضخمة، و مرة تجرفه تيارات الماء خلسة، وفي كل دورة تنبت له شعرة، وتسقط أخرى..!
هل سبق وبدأنا من الواحد ثم الصفر..!
ربما لا..!
و غالباً.. نعم.
ذات مرة وأنا داخل أحلامي، أسير وحدي، اقيس المسافات بين كل غفوة والأخرى، أجمع الأحلام المتناثرة، أرتب الفصول حسب ظهورها، وجدتني بدأت من الواحد، لا الصفر، كنت قد بلغت العشرين، ولم تسقط مني شعرة واحدة..!
بحثت عن الصفر، لأعرف أين كانت بدايتي، وفي الحقيقة أوصاني أبي بالمحافظة على أول الطريق، خيفة أن أضلّ، و أشقى، ولأن الصفر يتسع في كل الجوانب، عكس الواحد، اما أن أمسك بأوله، او حينها يتسنى لي التشبث بآخره كمحاولة أخيرة للموت..!
الطرق كلها مملوءة بالواحد، متأخراً علمت أن الأصفار تخشى الأماكن المفتوحة، عندها رهاب الخواتيم التي تأتي بغتة، مثلاً كنتيجة فحص آلي، لا مناص من الرضوخ لآلة تهجم بذكاء على غفلتنا.
حين تبدأ من الواحد، يستصعب عقلك أن ترجع للصفر قليلاً، تكابر همتك، تثقل أقدامك، وتكاد انفاسك تقتلك.
في المرة الأولى، يصعب عليك الأمر، ثم تعتاد كلما خذلتك عاطفتك، طافت حولك أمانيك ولم تزرك، مرّ حولك شخص تحبه ونسي أن يهديك السلام، تعتاد حين تموت أحلامك، تجف دموعك عند البكاء، و تفارقك أمك..!
ثم يسهل الأمر عليك، تضيق المسافة بين الصفر و الواحد، وتكاد أن تندثر البداية.
تخطئ الرياضيات في أحايين كثيرة، وتصدق الحياة.

البت/رؤى