Get Mystery Box with random crypto!

صباح أزرق، قاتم، مغمورة بداخله خيوط بيضاء، تتعرج وتلتوي، كأنها | الرؤى

صباح أزرق، قاتم، مغمورة بداخله خيوط بيضاء، تتعرج وتلتوي، كأنها تحاول الفرار من الموت الأخير.
كأنه لوحة لرّسام، راودته الألوان في منتصف حلمه، بفتاة تحمل صندوق خشبي، مملوء بكل ما هو أزرق،. فتاة ترتدي السماء في خصرها، تلفه بنصف عناية، وتربت عليه باهتمام بعد كل خطوتين، شعرها ليس بداكن، كبوابة شفافة، لا تراها الا بعد أن تعبرها، مربوط بشريط أو يكاد ألا يكون، وجهها أقرب للشحوب، و عينيها جليّة عدساتها،. حتى أنه يمكنك أن تراها كمرآة، تخزن كل صور العالم التي تشتهي رؤيتها.
هي الفتاة التي كنت ستتزوجها، لو لم تخبرها انك تكره الأزرق.
كل ما حولي أزرق، سور تلك المدرسة أعلم تماما انه ليس بأزرق، لونه أخضر بالأمس، والان فركت عيني ثلاث مرات، ولم يتغير، الشارع الذي أمر به، الأشجار، أطراف البنايات الظاهرة لي كلها، الجميع يرتدون ملابس زرقاء، الرجل الواقف على تربيزة عاليه، يعرض الفواكه، كلها زرقاء، حتى عباءته..!
سرت طويلا حتى تعب مني الطريق،. أفتش عن ما ليس بأزرق، حتى العلب الفارغة، على حافة الطريق، افتحها، لعلّ بداخلها لون مختلف، ولا أجد..!
جربت أن اتصل على أمي، أخبرها اني أصبت بالعمى، وجدت شاشة الهاتف زرقاء داكنة، لم أستطع الإتصال، كل الأرقام صارت تشبه بعضها، أغلقت حقيبتي ثم واصلت السير، على آخر الطريق وجدت قطة بنيّة، بخطوط حمراء، تموء وكأنها تموت، شعرت أنها تحتضر وأنا لم أجرب أن المس قطة قبل، حملتها على كفتي، هي تبحث عن الدفء، وأنا اتشبث بشيء وحيد، ليس أزرق، حتى جاءني أحدهم بثياب بيضاء رثة، و لحية بيضاء تسرّني وحدتي، حمل القطة ببطء، دون أن يسألني أين وجدتها، لم يشكرني بل قال لي بصوت حاد : امسحي هذة الزرقة التي بعينيك وقلبك.


البت /رؤى