Get Mystery Box with random crypto!

من أرشيف القناة. س/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحسن | قناة الشيخ الصادق أبي عبدالله الهاشمي (الحكمة والأثر)

من أرشيف القناة.

س/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحسن الله إليك، هل حديث صيام يوم عرفة له وجه وإحتمال في تضعيفه؟.

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

هذا الخبر تلقاه السلف بالقبول، لا أعلم أحدا طعن فيه، بل حكوا ما يفيد الاتفاق على استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج، كما قال الترمذي عقبه:(ﻭﻗﺪ اﺳﺘﺤﺐ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ، إلا ﺑﻌﺮﻓﺔ).

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻔﻠﺢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ:[ﻭﻳﺴﺘﺤﺐ ﺻﻮﻡ ﻋﺸﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻭﺁﻛﺪﻩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ، ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ، ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ].اهـ.

وهو المعلوم عن الفقهاء أنهم لم يختلفوا في استحباب صيامه لغير الحاج.

وهذا مذكور في المشهور من كتب المذاهب، كفﺘﺢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﻻ‌ﺑﻦ ﺍﻟﻬﻤﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﺪﺭﺩﻳﺮ، ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﻟﻠﻨﻮﻭﻱ، ﻭﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻻ‌ﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ، ﻭﺑﺪﺍﺋﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ، ﻭﺷﺮﺡ ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ. 

وقد صحح الخبر مسلم، ولم يُعترض عليه، وقد بعث بكتبه لجماعة من علماء الحديث، وسكت عنه أبو داود، ولم يطعن فيه من استدرك بعدُ، حتى نبتت نابتة تدعي التحقيق العلمي، والرسوخ في علم العلل، فأتوا بما لم يأت به الأوائل، بل وعَدَّ ذلك من مناقبه، وما علم أنها من مثالبه.

وقد رُفع للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من لبن وهو بعرفة في حجته، ليحسم أمرا اختلف أصحابه فيه، وهو هل كان النبي صلى الله عليه وسلم صائما أم لا، وهذا دال ـ لمن تدبرـ على اعتياد صيامه في غير هذا المقام.

كما في الصحيحين ﻋﻦ ﺃﻡ اﻟﻔﻀﻞ ﺑﻨﺖ اﻟﺤﺎﺭﺙ، ﺃﻥ ﻧﺎﺳﺎ اﺧﺘﻠﻔوا ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺻﻮﻡ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻫﻮ ﺻﺎﺋﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻟﻴﺲ ﺑﺼﺎﺋﻢ، ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻘﺪﺡ ﻟﺒﻦ ﻭﻫﻮ واﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮﻩ، ﻓﺸﺮﺑﻪ).

وعليه فيمكن أن يُقال إنه لا سلف لمن ضعف هذا الخبر، بل هو بدع من القول، وفساد في الاجتهاد، وهو محجوج بالاتفاق المنقول على استحباب صيامه لغير الحاج.

والله أعلم.