Get Mystery Box with random crypto!

بين العِزِين والتَّراص ، وحقيقة صلاة الجماعة الأسماء الشرعية | قناة الشيخ الصادق أبي عبدالله الهاشمي (الحكمة والأثر)

بين العِزِين والتَّراص ، وحقيقة صلاة الجماعة

الأسماء الشرعية لها حقائق مرعية فإذا لم يعمل العبد بحقيتها مع علمه بذلك بغير عذر معتبر شرعا لم يوجد الاسم ، فمثلا عندما نقول زكاة ، فالزكاة لها حقيقة معينة فإذا أُتي بها استحقت الاسم إلا إذا كان للإنسان عذر معتبر يمنع من ذلك، كذلك صلاة الجماعة لا تسمى صلاة جماعة إلا بضابطها الشرعي ، والعذر مردود هنا لأنه قد انعقد سببه في زمان النبوة وبعد ذلك في زمن الصحابة رضي الله عنه ولم يعتبر فقد كانت هناك أوبئة وقعت في المدينة ووقعت بعد ذلك حادثة طاعون عمواس وحصد جمعا من الصحابة رضي الله عنهم ومن التابعين رحمهم الله ومع ذلك لم يفرقوا الناس في صلاة الجماعة مع أنه مرض معدي ، والكلام هنا عن العدوى وهو العلة المؤثِّرة ، والطاعون من أشد الأمراض إعداء وفتكا ، والقاعدة المنضبطة أن كل ما انعقد سببه في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأمكن الفعل وقام المقتضي ولم يفعلوه ففعله بدعة ، بل كانت الصلاة جماعة أي مجتمعين متراصين لا متفرقين متباعدين ، فهذه لا تسمى صلاة جماعة أصلا بل هذه تسمى صلاة عِزين ومعنى عِزِين أي متفرقين وقد أنكر النبي عليه الصلاة والسلام تفرقهم وقال ما لي أراكم عزين أي متفرقين.
كما في صحيح مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((مَا لِي أَرَاكُمْ رَافِعِي أَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ اسْكُنُوا فِي الصَّلاَةِ)). قَالَ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَرَآنَا حَلَقًا فَقَالَ: ((مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ)). قَالَ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: ((أَلاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا)). فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا قَالَ: ((يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ)).
وقد قال عليه الصلاة والسلام:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وهذا كان من أمرهم ولم يفعلوه ففعله بدعة مردودة على صاحبها لا اعتبار بها ، فهذه أدلة واضحة على أن هذا التفرق لا يسمى جماعة أصلا. والله أعلم.