Get Mystery Box with random crypto!

احذر من مخادعة النفس والرعية أن تنكر وجود الفساد الظاهر ال | قناة الشيخ الصادق أبي عبدالله الهاشمي (الحكمة والأثر)

احذر من مخادعة النفس والرعية

أن تنكر وجود الفساد الظاهر البين في البيئة التعليمية المعاصرة شيء وأن تعترف به وتحاول التماشي معه بغثه وسمينه شيء آخر.

أما الحالة الأولى فلا شك أنها مكابرة عقلية وطغيان على الواقع القبيح الصريح وإصرار على الباطل والتعالي على الحق.

وأما الحالة الثانية فلا شك أنها لا تخلو من الغش للرعية وتقديم للدنيا على الدين واستعاضة الأعلى بالأدنى ومغامرة ومخاطرة بصلاح الرعية وتعريض لها للفساد في حين أن الراعي مأمور بصيانتها والنأي بها عن كل خبث ما استطاع إلى ذلك سبيلا وهو التقوى المأمور به باجتناب الخبائث وهو الدور الذي خاطب الشرع به الراعي تجاه رعيته.

قال الله تعالى:
(وَلۡیَخۡشَ ٱلَّذِینَ لَوۡ تَرَكُوا۟ مِنۡ خَلۡفِهِمۡ ذُرِّیَّةࣰ ضِعَـٰفًا خَافُوا۟ عَلَیۡهِمۡ فَلۡیَتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَلۡیَقُولُوا۟ قَوۡلࣰا سَدِیدًا) [سورة النساء 9].

وإلا فقد قال النبي ﷺ كما في الصحيحين عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)).

أما عن الخنا والفجور في تلك البيئة فعندي من القصص الواقعية وبأسماء رواتها ومن دكاترة فيها وطلبة ما يندى له الجبين وربما عندكم المزيد. والله المستعان.

بل ومن راجع التقارير الإحصائية والأمنية وما يصدر من بعض المؤسسات المجتمعية ودور الملاجئ والأيتام سيقف على شيء مفظع في ذلك.

نسأل الله العافية والسلامة والنجاة لنا ولعموم المسلمين في دينهم وعرضهم.

والحالة الصالحة الفاضلة هي أن تسعى في تعليمهم بعيدا عن الخبائث وأن تبدأ بهم مع كتاب الله تعالى وسنة نبيه ﷺ وألا تقدم على هذا العلم علما ، وأن تسلك بهم مسلك ترتيب الأولويات ، فتبدأ بالعلم الضروري والذي هو فرض عليهم لصلاح عقيدتهم وتقويم عباداتهم وتصحيح تصوراتهم بل تنشئتهم عليها ، مع تحذيرهم من الباطل وفضحه وكشفه وتنفيرهم عنه وتقبيحه لهم ، وتكشف لهم عمن يستحق أن يكون قدوة معلما ومن حقه الإقصاء بل والإلقاء ، وما هي مواصفات المعلم الرباني ؛ ليستقيم عود الولاء والبراء ويعتدل ميزان الحب والبغض في الله.

والله المستعان.