س/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا أدرس في إحدى الجامعات | قناة الشيخ الصادق أبي عبدالله الهاشمي (الحكمة والأثر)
س/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أدرس في إحدى الجامعات، وأحاول قدر المستطاع الابتعاد عن مواطن الفتن، وأصون توحيدي وديني من شوائبهم، وأدعو إلى اللَّٰه على القدر الذي أستطيع، فماذا علي؟
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لم تؤمر بهذا وإنما باعتزال هذه المستنقعات الآسنة لا الانتساب إليها والالتحاق بها وتكثير سوادها والترويج لها بوجودك فيها فيغتر بك من ينخدع ويغتر.
وأما الإنكار فهي - أي هذه الجامعات - أحد أهم ما يجب إنكاره في هذا الزمان إذ ما من شر إلا وقد عشش وفرخ فيها ، ابتداء من آحاد المعاصي مرورا بالكبائر انتهاء بالكفر والشرك والنفاق والإلحاد والتنصير والطعن في الدين والتشكيك فيه والتزهيد فيه ومحاربته ، واعتبر بأركان النقاش وكفالة الحريات حتى سموها حرما جامعيا عياذا بالله من الزندقة.
ثم إذا أتيتها من خارجها للبيان والإنكار فحصل ذلك فعليك مغادرتها مباشرة.
أما توحيدك فأين الولاء والبراء وأين الانتصار لملة إبراهيم وإين اعتزالك لهذه المؤسسة وذلك المجتمع المصر على الباطل والضلال بل ووضعت له قوانين تحميه ودساتير ترعاه.
بل وقدم زورا وبهتانا على أنه قدوة للمجتمع ومنارة أدب وهدى وعلم.
فبقاؤك فيها مخالف للتقوى الذي أمر الله به عباده ، ومخالف لما أوجبه الله تعالى على عباده في مثل هذه المقامات.
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ)).
والقلب إذا أنكر وجب عليه الخروج فهو علامة صلاحه وحياته وتلازم الجوارح معه.