فهل نسينا أن نعلمهم العقيدة ومبطلاتها ونواقض الإسلام ومعنى الطاغوت وحقيقة الكفر به وتحقيقه.
ألم نعلم بأن الله تعالى لن يقبل صلاة ولا زكاة ولا صياما ولا حجا ولا برا ولا إحسانا ولا عبادة بل ولا إيمانا حتى نحقق الكفر بالطاغوت؟
ألا تعلم بأن الكفر بالطاغوت علم يلزم تعلمه لنكون مؤمنين عند الله تعالى حقا؟
ألا تعلم أن الإيمان بالله والكفر بالطاغوت متلازمان لا يقبل الله أحدهما دون الآخر؟
سؤالان مهمان:
كيف سنكفر بالطاغوت ونحن لا نعرف ما هو الطاغوت وما هي أنواعه وما هو الطاغوت الماثل في حياتنا اليوم؟
وكيف سنحقق الإيمان ونحن لا نعرف نواقضه ومبطلاته وما هو الموجود من ذلك في حياتنا الماثلة اليوم من حولنا؟
واعلم رحمك الله أن الحذر والتحذير من انتقاض أصل الدين هو دعوة جميع الأنبياء والمرسلين ولهذا لم يبدؤوا بشيء قبل أصل الدين مطلقا ولم يقدموا عليه شيئا مهما كانت أهميته. كما قال تعالى: (وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِی كُلِّ أُمَّةࣲ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُوا۟ ٱلطَّـٰغُوتَۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَیۡهِ ٱلضَّلَـٰلَةُۚ فَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُوا۟ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِینَ) [سورة النحل 36].
ولكي لا يعتذر أحد بأن هذا متعلق بقدرات الأنبياء والمرسلين وعلو همتهم ضرب الله تعالى المثال بعبد من عباده لا هو بنبي ولا رسول ووصفه بالحكمة وأنه آتاه الحكمة ألا وهو لقمان الحكيم الذي كان أول ما أمر به ابنه المحافظة على أصل الدين والحذر من نواقضه.
نواقض الإسلام: في الجملة هي الشرك والكفر والنفاق الأكبر بكل أنواعه ، وكذلك الطاغوت.
الشرك والكفر : هو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله.
الطاغوت: هو اسم جامع لكل ما ينقض الإسلام ، وقيل هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع.
أنواع الطواغيت: إِبْلِيسُ لَعَنَهُ الله، وَمَنْ عُبِدَ وَهُوَ رَاضٍ، وَمَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى عِبَادَةِ نَفْسِهِ، وَمَنْ ادَّعَى شَيْئًا مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ، وَمَنْ شرع من دون الله تحليلا أو تحريما أو تبديلا لحكم الله ومن حكم بالشرع الجاهلي وقضى به وفض النزاعات به بين الناس ومن حمى الشرع الجاهلي وروج له ونشره ومَكَّنَ له.
النواقض على التفصيل: 1-عبادة الشيطان بطاعته في الكفر والشرك والنفاق الأكبر. 2-ارتكاب الكفر والشرك والنفاق الأكبر وهو يعلم. 3-القضاء بالكفر والشرك. 4-فض النزاعات بالكفر والشرك. 5-الرضا بالكفر والشرك. 6-الطاعة في الكفر والشرك. 7-تنصيب أندادا لله تعالى يتصرفون في الخلق أو الأمر من السلاطين ورؤوس العشائر والقضاة والعلماء والصالحين والشعوب. 8-كراهية شيء من شرع الله ولو كان سنة ونافلة ولو عمل به أو دعا إليه. 9-مولاة من كره شرع الله بنصرته وطاعته ولو بالقول ولو في بعض الأمر.
