Get Mystery Box with random crypto!

منقول ... الخلاف بين المرجئة وأهل السنة ليس لفظيا فقط *** | قناة الشيخ الصادق أبي عبدالله الهاشمي (الحكمة والأثر)

منقول ...

الخلاف بين المرجئة وأهل السنة ليس لفظيا فقط

***

قال حرب الكرماني رحمه الله:

وهم الذين يزعمون:

- أن الإيمان قول بلا عمل

- وأن الإيمان هو القول، والأعمال شرائع

- وأن الإيمان مُجرّد، وأن الناس لا يتفاضلون في الإيمان

- وأن إيمانهم وإيمان الملائكة والأنبياء واحد

- وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص

- وأن الإيمان ليس فيه استثناء

- وأن من آمن بلسانه ولم يعمل فهو مؤمن حقا

- وأنهم مؤمنون عند الله بلا استثناء

هذا كله قول المرجئة.
وهو أخبث الأقاويل وأضلّه، وأبعده من الهدى.

[السنة برقم ٩٢]

وفي قول حرب رحمه الله هذا أبلغ دليل في الرد على من زعم أن الخلاف الواقع بين أهل السنة والمرجئة من مسائل الإيمان خلافٌ لفظيّ فقط، كما قال الذهبي في "سيره" (٢٣٣/٥) : إرجاء الفقهاء، وهو أنهم لا يَعدُّون الصلاة والزكاة من الإيمان! ويقولون: الإيمان إقرار باللسان، ويقين بالقلب، والنزاع في هذا لفظي إن شاء الله. اهـ
وكيف يكون الخلاف لفظيًّا ولوازمه كثيرة عظيمة، كما قال الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله: ثم غلت المرجئة حتى صار من قولهم: أن قوما يقولون: من ترك المكتوبات، وصوم رمضان، والزكاة، والحج، وعامة الفرائض، من غير جحود بها، أنا لا نُكفِّرُه، يرجى أمره إلى الله، بعد إذ هو مُقِرٌّ. فهؤلاء المرجئة الذين لا شك فيهم.
وكما قال الإمام أحمد رحمه الله في رسالة له في الإيمان: ويلزمه أن يقول: إذا أقرَّ ثم شدَّ الزنار في وسطه، وصلَّى للصليب، وأتى الكنائس والبِيع، وعمل عمل أهل الكتاب كله، إلا أنه في ذلك يقرُّ بالله، فيلزمه أن يكون عنده مؤمنًا، وهذه الأشياء من أشنع ما يلزمهم. [السنة للخلال (١١٠١)]
وقال الإمام الحميدي رحمه الله: وأُخبرت أن قومًا يقولون: إن من أقرَّ بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئا حتى يموت، أو يصلي مسند ظهره مستدبر القبلة حتى يموت، فهو مؤمن ما لم يكن جاحدًا إذا علم أن تركه ذلك في إيمانه إذا كان يقرّ الفروض، واستقبال القبلة.
فقلت: هذا الكفر بالله الصراح، وخلاف كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفعل المسلمين.
وقال أحمد رحمه الله: من قال هذا فقد كفر بالله، ورد على الله أمره؛ وعلى الرسول ما جاء به. [السنة للخلال (١٠٢٧)].