Get Mystery Box with random crypto!

#الْخُطَبُ الْمُفَرَّغَة#   بِـسْـمِ الـلَّـهِ الْـرَّحْـمَٰـن | القناة الرسمية للشيخ أبي الحسن علي الحجاجي

#الْخُطَبُ الْمُفَرَّغَة#
 
بِـسْـمِ الـلَّـهِ الْـرَّحْـمَٰـنِ الْـرَّحـِيْـمِ
 
يَسُرُّ إِخْوَانكُمْ بِـمـسْـجِـدِ بَـشَـائـِرِ الْـخَـيـْرِ بِصَنْعَاءَ أَنْ يُقَدِمُوا لَكُمْ هَذِهِ المَادَة، وَالْتِي هِيَ بِعنْوَانِ:
 
*(الْـتـَجْـلِـيَـة لِأَحْـكَـامِ وَشُـرُوطِ الْأُضْـحِـيَـة)*
 
وَهِيَ عِبَارَة عَنْ تَفْرِيغٍ لِخطبَةِ الْجُمُعَةِ لِشَيْخِنَا الْفَاضِلِ: أَبِـي الْـحَـسَـنِ عَـلِـيِّ بـْنِ الْـحُـسَـيْـنِ الْـحَـجَّـاجِـيِ حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى.
 
أُلقِيَتْ في السادس من شهر ذي الحجة لعام 1442 بِـمـسْـجِـدِ بَـشَـائـِرِ الْـخَـيـْرِ.
 
الخطبة الأولى:
 
إِنَّ الْحَـمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
 
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].
 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:70-71].
 
أَمَّا بَعْد:
 
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيْثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ، هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
 
أيها المسلمون عباد الله؛ ما أحوجنا جميعا إلى أن نتذكر شَعِيْرَة من شَعَائِر الله التي شرعها الله عز وجل لعبادة وأمر بتعظيمها؛ ألا وهي شَعِيْرَة الأضحية، هذه الشَعِيْرَة المباركة التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة والإجماع على مشروعيتها، ولهذا قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } [الكوثر:1-2].والمقصود بالنحر: نَحْرُ الأُضْحِيَةِ والْهَدَايَا، كما قاله كثير من أهل التفسير.
 
وقال الله سبحانه وتعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج:37]، وهكذا قال الله عز وجل :{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } [الحج:34]، وقال الله عز وجل: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [الأنعام:162-163]، ونُسُكِي: المقصود به الذبح، وقيل: كل العبادات، ومنها الذبح لله سبحانه وتعالى.
 
نعم عباد الله؛ هذه شَعِيْرَة عظيمة شرعها الله سبحانه وتعالى لنا كما سمعتم أنه دل على مشروعيتها كتابه جَلَّ وَعَلَىٰ، وكذلك سنته صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك الإجماع على ذلك، نعم عباد الله فينبغي على المسلم أن يُعَظِّم هذه الشَعِيْرَة المباركة؛ لأن ذلك من تَعْظِيْمِ اللهِ عز وجل كما قال الله: { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } [الحج:32]

وَتَعْظِيْم الشَعِيْرَة باسْتِحْسَانِهَا وَاسْتِسْمَانِهَا كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال ذلك.
 
وهكذا دلت نصوص الكتاب والسنة على مشروعية هذه الشَعِيْرَة المباركة العظيمة، ولذلك نبينا صلى الله عليه وآله وسلم كان من أحرص الناس على ذلك، فقد داوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأضحية منذ أن قدم المدينة وهو يضحي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وهكذا صحابته رضي الله تعالى عنهم كانوا يضحون؛ بل كانوا يجمعوا الدينار والدرهم من أجل أن يضحوا ويتقربوا لله عز وجل بهذه الشَعِيْرَة المباركة.
 
ولا شك ولا ريب أن التقرب لله عز وجل بهذه الأضحية والشَعِيْرَة خير من الصدقة؛ ولو كانت الصدقة خيرا من الأضحية لفعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولفعله الصحابة رضي الله عنهم، وقد كانوا من أحوج الناس إلى الصدقة في ذلك الوقت عباد الله.