Get Mystery Box with random crypto!

  نعم عباد الله؛ ولهذا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ضحى كما ف | القناة الرسمية للشيخ أبي الحسن علي الحجاجي

 
نعم عباد الله؛ ولهذا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ضحى كما في الصحيحين من حديث أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا».
وهكذا نقل الأجماع غير واحد من أهل العلم على مشروعية الأضحية، ولهذا اختلف العلماء في وجوبها، أو أنها سنة مؤكدة؛ والراجح أنها سنة مؤكدة، وهو قول جمهور أهل العلم. وأما من ذهب إلى وجوبها أبو حنيفة ورواية عن الأمام أحمد، وهكذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، لقوله تعالى: { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } [الكوثر:2]، وهكذا استدلالا بقول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عند أحمد وابن ماجه، أَنَّه قَالَ: «مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ، وَلَمْ يُضَحِّ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا»، ولكن الراجح في هذا الحديث الوقف كما بينه ابن عبد البر وغيره من العلماء.
 
عباد الله ينبغي على المسلم أن يكون حريصا على هذه العبادة العظيمة، وعلى هذه الشَعِيْرَة المباركة، وهو يتقرب بها إلى الله عز وجل.
وينبغي عليه أيضا أن لا يبخل على نفسه؛ بل يختار أسمنها وأفضلها، ويختار اللون الطيب فيها، ويختار أيضا الشيء الحسن فيها، نعم عباد الله؛ ولهذا قال الله: { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } [الحج:32]، قال ابن عباس: تعظيمها هو اسْتِحْسَانُهَا وَاسْتِسْمَانُهَا،
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم كما جاء في البخاري تعليقا وجاء أيضا عند الترمذي وغيره من حديث أَبَي أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ رضي الله عنه، قَالَ: «كُنَّا نُسَمِّنُ الأُضْحِيَّةَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ المُسْلِمُونَ يُسَمِّنُونَ»، يريدون أن يتقربوا إلى الله بأفضلها وخيرها، كما قال الله عز وجل: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج:37].
 
نعم عباد الله ولِيُعْلَم أن أفضل الأضاحي هو الْبُدْنَ عباد الله وهي الأبل، ثم بعد ذلك البقر لمن ضحى بالبقرة كاملا، ثم بعد ذلك الضأن، ثم بعد ذلك الْمَعِز، ثم بعد ذلك سبع بدنة، ثم سبع بقرة، هكذا كما سمعتم على الترتيب الذي ذكرنا آنِفَاً.
 
فينبغي على المسلم أن يكون حريصا على هذه الشَعِيْرَة المباركة، وأن يتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى.
والأفضل في حقه أيضا أن يأكل منها، وأن يتصدق منها، وكذلك أن يهدي منها؛ ولهذا جاء عن بعض السلف أنه كان يجعلها ثلاثة أجزاء فيأكل ثلثاً ويتصدق بثلث ويهدي ثلثا. نعم عباد الله؛ هذا هو المشروع في هذه الشَعِيْرَة المباركة فينبغي على كل مسلم أن يكون حريصا على ذلك لأنها من شَعَائِر هذا الدين العظيم.
 
وعلى من أراد أن يضحي أن يمسك إذا دخل هلال ذي الحجة من أول شهر ذي الحجة عن شَعَرِهِ وظُفرِهِ فلا يجوز له أن يأخذ من ذلك شيئا إلا بعد أن يذبح أضحيته.
 
 
الخطبة الثانية
 
الْــحــَمْـــدُ لـلـهِ رَبِ الْـعـَلَـمِـيْـنَ وَالـْصـَـلَاةُ وَالـْسَـلَامُ عَـلَـىٰ نَـبِـيـِنَـا مُــحَـمـَدٍ وَعَـلَـىٰ آلِـهِ وَأَصْـحَـابِـهِ أَجْـمَـعِـيْـنَ.
 
أيها المسلمون عباد الله؛ هذه الأضحية لها شروط ذكرها العلماء ونصت عليها نصوص السنة.

من تلكم الشروط عباد الله: أن تكون من بهيمة الأنعام، ولهذا قال الله عز وجل: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ } [الحج:34]، وبهيمة الأنعام: هي الإبل والبقر والغنم من المعز والضأن. فلا يجزئ للإنسان أن يضحي غير شيء من ذلك؛ وإنما يجوز له أن يضحي من بهيمة الأنعام إما من الإبل وإما من البقر وإما من الغنم ويشمل ضَأْنَهَا وَمَعِزَهَا.
 
الشرط الثاني أيضا عباد الله في الأضاحي: أن تبلغ السن المعتبرة شرعا؛ وهي أن تكون ثَنِيَّة، كما جاء من حديث جابر في صحيح الإمام مسلم أن النبي  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ»، والْمُسِنَّةُ: هي الْثَنِيَّة. والْثَنِي من الإبل ما تمت له خمس سنوات ودخل في السادسة، والثَنِي من البقر ما تم له سنتان ودخل في الثالثة، والثَنِي من المعز ما تم له سنة، وأما الجذعة من الضأن فهي ما تمت لها نصف سنة، فهذه السِنُ لا بُدَ منها في الأضاحي.
 
وهكذا أيضا من شروط الأضاحي: أن تكون خالية من العيوب التي لا تجزئ في الأضاحي وهي أربعة، كما بينها النبي عليه الصلاة والسلام، كما عند أبي داود وغيره من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الْأَضَاحِيِّ، فَقَالَ: الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا،