Get Mystery Box with random crypto!

وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تَنْقَى» والْكَسِيرُ التي لا تُنْقِي: | القناة الرسمية للشيخ أبي الحسن علي الحجاجي

وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تَنْقَى» والْكَسِيرُ التي لا تُنْقِي: أي الهَزِيلَة التي لا مُخ فيها من هُزَالِهَا، هذه أربعٌ من الأضاحي لا تجوز؛ فإذا وجدت عيبا من هذه العيوب في أي أضحية من هذه الأضاحي فإنها لا تجزئك، ويقاس على ذلك ما كان أشد من هذه الأشياء التي بينها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيكون من باب أولى؛ فالعوراء لا تقبل والعمياء من باب أولى، والعرجاء لا تقبل فالتي يكون فيها أكثر من عرج من باب أولى وهكذا، وما عدا ذلك من العيوب التي تأتي فيها فإنها تكون مجزئة لكن مع الكراهة كمكسورة القرن، وهكذا أيضا ما يحصل من بعض من العيوب التي تجزئ معها الأضحية لكن مع الكراهة.
 
ومن شروط الأضحية أيضا أن تكون ملكا لصاحبها؛ فإنه لا يجوز له أن يضحي بملك الغير، ولا يضحي بالمسروقة أو المغصوبة، وإنما يضحي بما كان في ملكه؛ لأن اللهَ طَيْبٌ لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إَلَّا مَا كَانَ طَيِبَاً، فلا يجوز للعبد أن يضحي بملك غيره.
 
وهكذا أيضا من الشروط التي ينبغي أن تكون في الأضحية: أن تذبح في الوقت المعلوم لها شرعا؛ وهو من بعد صلاة العيد إلى غروب الشمس في آخر يوم من أيام التشريق، فيكون أيام الذبح أربعة أيام، يوم النحر من بعد صلاة العيد؛ لأنه من ذبح قبل وقت الصلاة، وهذا ما يفعله كثير من الناس الذين يذبحون ربما في الليل، وهذا يفعله بعض الذين يذبحون حرصا على الزبائن، وهذا لا يجوز؛ بل ينبغي ويجب عليهم أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في ضحايا المسلمين، ولا يجوز لهم أن يذبحوا قبل ذلك من أجل الحرص على الدينار والدرهم؛ فإن هذه أمانة لا يجوز أن يخون الإنسان فيها من أجل مصلحته، فإن الأضحية لا تجزئ ولا تجوز إلا بعد صلاة العيد؛ لأنه من ذبح قبل ذلك فإنما هي شَاةُ لَحْمٍ، كما جاء في البخاري من حديث البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: ضَحَّى خَالٌ لِي، يُقَالُ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ، قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا جَذَعَةً مِنَ المَعَزِ، قَالَ: «اذْبَحْهَا، وَلَنْ تَصْلُحَ لِغَيْرِكَ» ثُمَّ قَالَ: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاَةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ».
 
نعم عباد الله وهكذا جاء في الصحيح من حديث جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ رضي الله عنه، قَالَ: شَهِدْتُ الْأَضْحَى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ بِالنَّاسِ نَظَرَ إِلَى غَنَمٍ قَدْ ذُبِحَتْ، فَقَالَ: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَلْيَذْبَحْ شَاةً مَكَانَهَا، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذَبَحَ، فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللهِ» أي الأُولَى تعتبر شاة لحم.
فلا يجوز للمسلم أن يذبح تلك الأضحية إلا بعد صلاة العيد وهو أول وقتها، وأفضل ذلك أن تذبح في يوم العيد ثم بعد ذلك في ثاني العيد وهكذا؛ لأنه كلما بادر في ذبحها كلما كان فيه مبادرة للخيرات والمسارعة إلى ذلك، فينبغي للمسلم أن يكون حريصا على ذلكم.
 
عباد الله؛ فهذه شَعِيْرَة عظيمة وقُرْبَةٌ لله عز وجل ينبغي على المسلم أن يكون مهتما بها وهي من تعظيم شَعَائِر الله { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } [الحج:32]، {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [الحج : 30]، والأفضل في حق الأضحية أن يذبحها الأنسان بنفسه، وأن لا يذبحها غيره إلا لعذر كأن لا يستطيع أن يذبح هو أو لا يُجِيْدُ ذلك فاله أن يوكل غيره بذبحها؛ وإلا الأفضل فيها أن يذبحها بيده.
وبالنسبة للذبح فيكون النحر للأبل، والذبح للبقر والغنم هذه هي السنة في ذلك، فينبغي على من ذبحها أن يستشعر النية عن صاحبها وأنه وُكِلَ بذبحها لفلان نعم عباد الله؛ لأن «الْأَعْمَالَ بِالْنِياتِ» كما ثبت ذلكم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
 
ويجب عليه أن يسمي الله سبحانه  وتعالى  عليها وأن يكبر  كما فعل ذلكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا ينبغي ولا يجوز للمسلم أن يذبحها أنسان صبي غير مميزا ولا يجوز أن يذبحها إلا المسلم أو الكتابي، فتارك الصلاة لا يجوز ذبحه على أرجح الأقوال؛ لأنه كافر كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ»، هذا الذي ينبغي ويجب على المسلم أن يكون كذلك.