Get Mystery Box with random crypto!

#الْـخُـطَـبُ الْـمُـفَـرَّغَـة# *بِـسْـمِ الـلَّـهِ الْـرّ | القناة الرسمية للشيخ أبي الحسن علي الحجاجي

#الْـخُـطَـبُ الْـمُـفَـرَّغَـة#

*بِـسْـمِ الـلَّـهِ الْـرَّحْـمَٰـنِ الْـرَّحـيْـمِ*

يَسُرُّ إِخْوَانكُمْ *بِـمـسْجِـدِ بَـشَـائِـرِ الْـخَـيْـرِ* بِصَنْعَاءَ أَنْ يُقَدِمُوا لَكُمْ هَذِهِ المَادَة، وَالْتِي هِيَ بِعنْوَانِ:

*وُجُوبُ اِهتِمَامِ الآبَاءِ بِحُسنِ تَربِيَةِ الأَبنَاءِ*

وَهِيَ عِبَارَة عَنْ تَفْرِيغٍ لِخطبَةِ الْجُمُعَةِ لِشَيْخِنَا الْفَاضِلِ: *أَبِي الْحَـسَـنِ عَـلِيِّ بـنِ الْـحُـسَـيْـنِ الْـحَـجَّـاجِيِ* حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى.

أُلقِيَتْ في 27 ذي الحجة 1442 بِـمـسْـجِـدِ بَـشَـائـِرِ الْـخَـيـْرِ.

الخطبة الأولــــى:

إِنَّ الْحَـمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1].

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70-71].

أَمَّا بَعْد:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيْثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ، هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَشَرّ الْأُمُور مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أيها المسلمون عباد الله؛ لا شك ولا ريب أن من أعظم المسؤولية ومن أهمها بل من أعظم الأمانات هي مسؤولية تربية الأبناء، وهذه أمانة عظيمة ألقاها الله عز وجل على عواتق الآباء والأمهات، ولا يجوز للمسلم والمسلمة أن يفرط في أمانة الله سبحانه وتعالى، قال الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء:58]، وقال الله عز وجل: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } [الأحزاب: 72]، فالله عز وجل يأمر عباده أن يتقوا الله فيمن ولاهم {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].

قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: علموهم وأدبوهم.

وروى أبو داود وأصله في الصحيح ʿ1ʾ من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ، عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ».

نعم عباد الله، فهذه مسؤولية عظيمة يجب على المسلم والمسلمة أن يستشعرها، فقد ألقيت على عواتق الآباء والأمهات مسؤولية عظيمة، وهي مسؤولية تربية الأبناء والبنات.

عباد الله؛ هناك أمور لا بد أن تُراعى وأن يُتنبه لها فسأذكر أهمها في هذا المقام القصير.

عباد الله، أولاً بَادِئِ ذِي بِدءٍ ينبغي على الرجل أن يختار الزوجة الصالحة التي تكون عوناً له على تربية أبنائه، وهكذا عونا له على الحياة الخيرة الطيبة؛ لأن المرأة تعتبر متاعاً، روى مسلم في صحيحه ʿ2ʾ من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، قَالَ: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ»، وهكذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يظفر المَرْء بذات الدين، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما ʿ3ʾ من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ»، هذا الذي ينبغي على الرجل بادئ ذي بدءٍ في هذه الحياة إذا أراد الذرية الصالحة أن يختار الزوجة الصالحة، التي تكون عوناً له على تربية أبنائه وبناته؛ لأنها مسؤولية عظيمة بين يدي الله سبحانه وتعالى؛ لأن الولد ينشأُ على ما