Get Mystery Box with random crypto!

وينشأ ناشيء الفتيان فينا * على مَا كَانَ عوّده أَبوهُ. وكما س | القناة الرسمية للشيخ أبي الحسن علي الحجاجي

وينشأ ناشيء الفتيان فينا * على مَا كَانَ عوّده أَبوهُ.
وكما سمعتم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ».

ومما ينبغي أيضاً الحفاظ عليه في هذا الجانب هو حماية الأولاد من المنكرات، وحمايتهم أيضاً من هذه الآلات التي أفسدت أبناءنا وبناتنا إلا من رحم الله سبحانه وتعالى، آلات كثيرة، ووسائل كثيرة أتى بها أعداؤنا من أجل أن يفسدوا أبناءنا، سواء شعرنا أم لن نشعر، فيجب على المسلم والمسلمة أن يتقي الله سبحانه وتعالى في الأبناء والبنات، فإن الآلات من الدشوش، والتلافز، وهكذا الإنترنت وغير ذلك من الأمور؛ فإن هذه كلها تعتبر فسادا للأبناء والبنات، أي والله! كم فسد من الأبناء؟ وكم فسدن من البنات؟ بسب الآلات الحديثة اليوم، بعض الناس يتساهل، بل بعض الآباء يُدخل لولده تلك الآلة برضاه واختياره، وإذا ما سألته يا أيها المسلم اتق الله. قال: أريد أن يكونوا في البيت ولا أن يكونوا خارج البيت. وهذه جريمة عظيمة؛ أن تجعل لهم الشرور وهم في بيتك، ولا شك والله أن هذا من الفشل في التربية يا عباد الله، بل بعضهم ليس هناك مانع بأن ينظر ولده إلى الأفلام الخليعة، وهكذا بعضهم أقل حاله يجعلهم يشاهدون أفلام كراتين وغير ذلك من الأمور التي جاء بها أعداء الإسلام ليفسدوا أبناءنا وبناتنا، أفلام الكراتين يا عباد الله التي بعض الناس يتساهلون فيها ويقولون مسألة كرتون، ومع ذلك أعداء الإسلام قد درسوا ذلك دراسة جيدة، حتى أنهم يجعلون في أفلام الكراتين الحب والعشق والغرام، فكرتون يحب كرتونا، وكرتون يعشق كرتونا، وعلى هذا المنوال يتعلم الولد الحب والغرام والعشق منذ الصغر، وأنت أيها الأب أدخلت هذه الآلة إلى بيتك وأنت تفسد أولادك بيدك، فاتق الله يا عبد الله {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.

وأما الآن قد أصبحت هذه الجوالات من أعظم المفاسد على الأبناء والبنات، هذه الجوالات التي تجمع الشر كله، فيعطى الولد الجوال اللمس ويستخدم الإنترنت فينطر ما شاء من الأفلام الخليعة ومن الصور ومن ومن...؛ فتنحط أخلاقه وتتغير آدابه ويصبح وحشاً عياذا بالله، كثير من الآباء يشكون ويئنون من عقوق أبنائهم لهم؛ وهم السبب في ذلك، قال: يَدَاكَ أَوكَتَا وَفُوكَ نَفَخ، كيف تعطي ولدك جوالاً ينظر فيه كل ما حرم الله سبحانه وتعالى؟! ويتعلم كل رذيلة؟! وتنزع منه كل فضيلة؟! ومع ذلك كله تريد من ولدك البر، وتريد من ولدك الخير؛ أَنَّى يكون ذلكم يا عباد الله! هذه المسألة عظيمة ليست من باب الرحمة في شيء، إذا كنت ترحم ولدك لا تعطه جوالا لمساً، ولا تفتح لهم نِتَاً، بل إعطه الشيء الذي تتواصل به وإن كان لا بُد من الجوالات فالتي ليس فيها مفاسد كثيرة، أما غير ذلك فلا فإنها مسؤولية بين يدي الله سبحانه وتعالى.


الْـخُــطْــبَــةُ الْــثَـانِـيَــة

الْــحــَمْـــدُ لـلَّـهِ رَبِ الْـعـَلَـمِـيْـنَ وَالـْصـَـلَاةُ وَالـْسَـلَامُ عَـلَـىٰ نَـبِـيـِنَـا مُــحَـمـَدٍ وَعَـلَـىٰ آلِـهِ وَأَصْـحَـابِـهِ أَجْـمَـعِـيْـنَ.

ومما ينبغي أن يراعى في هذا الباب عباد الله لهو القدوة الحسنة، أن يكون الأبوان قدوة حسنة للأبناء، فأنت أيها الأب الكريم، وأيتها الأم تعتبران قدوة إما حسنة أو سيئة، فإن الأولاد يقتدون بكما، لا شك ولا ريب أن الابن يحب أن يقلد أباه، وأن يتشبه به في الحركات والسكنات في كل شيء؛ لأنه يحبه، وهكذا البنت الصغيرة تحب أن تقلد أمها في كل صغيرة أو كبيرة، فلا بد على الأبوين أن يكونا قدوة حسنة من أجل أن يقتدي بهم الأولاد من الذكور والإناث، وهذا ما نشاهده ونراه؛ لأن كثيرا من الآباء يريدون أن يمنعوا أولادهم كثيرا من الولعات والأشياء الضارة كالتخزينة، وشرب الدخان وغير ذلك من الأشياء التي قد أبتلي بها كثير من الآباء، لكن يرى الولد والده وهو يخزن فيريد الولد أن يقلد أباه وأن يخزن مثله، ويرى الولد أباه يسجر فيريد الولد كذلك، فأنى لك عبد الله أن تنهاه، وأنت تفعل ذلك الشيء، موقفك ضعيف ولا بد، مجرد ما تنهاه سيقول لك: ولماذا أنت يا أبي تفعل هذا؟ ستقول له: يا ولدي هذا حرام، أو هذا شيء خبيث، أو هذا شيء ليس بطيب، سيقول: يا أبتي وأنت لماذا تأكله؟ ماذا سيكون جوابك؟

عباد الله: الأب والأم لا بد أن يكونا قدوة حسنة:
بأبيه اقْتدى عديٌّ فِي الْكَرم * وَمن يشابه أباهُ فَمَا ظلم.
البنت لما ترى الأم تخرج بدون حجاب وتخرج متزينة ومتعطرة لا شك أن البنت ستنشأ على هذه التربية فتقلد أمها حذو القذة بالقذة، وإذا ما أمرتها بالحجاب، ستقول: ولماذا أنت تفعلين كذلك؟ نعم يا عباد الله، فالله الله بالقدوة الحسنة؛ من أجل أن يكون للأبوين السلطة العظيمة في التربية.