Get Mystery Box with random crypto!

#الْـخُـطَـبُ الْـمُـفَـرَّغَـة# *بِـسْــمِ الـلّـهِ الْـرّ | القناة الرسمية للشيخ أبي الحسن علي الحجاجي

#الْـخُـطَـبُ الْـمُـفَـرَّغَـة#

*بِـسْــمِ الـلّـهِ الْـرَّحـمَـنِ الْـرَّحـِيْـمِ*

يَسُرُّ إِخْوَانكُمْ *بِـمـركز بَـشَـائِـرِ الْـخَـيْـرِ* بِصَنْعَاءَ أَنْ يُقَدِمُوا لَكُمْ هَذِهِ المَادَة، وَالْتِي هِيَ بِعنْوَانِ:

*تَحْذِيرُ المُسْلِمِينَ مِنْ خَطَرِ الاسْتِهزَاءِ بِدِينِ رَبِّ العَالَمِينَ*

وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ تَفْرِيغٍ لِخطبَةِ الْجُمُعَةِ لشيخا الفاضل: *أَبِي الْـحَـسَـنِ عَـلِـيِّ بـْنِ الْـحُـسَـيْـنِ الْـحَـجَّـاجِـي* حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى.

أُلقِيَتْ هذه المادة في 19 شوال 1443 بِـمـسْـجِـدِ بَـشَـائـِرِ.

*الْـخُــطْــبَــة الأُولَــــى*

إِنَّ الْحَـمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمن سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

*﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ‌وَلَا ‌تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾* [آل عمران: 102].
*﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ‌مِنْ ‌نَفْسٍ ‌وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾* [النساء: 1].
*﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا ‌سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾* [الأحزاب: 70-71].

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيْثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ، هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

أيها المسلمون عباد الله؛ لقد ظهرت ظاهرة، ونبتت فرقة خبيثة في أوساط المسلمين اليوم ممن يستهزؤون بدين الله سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى، وممن يسخرون بآيات الله، وبرسل الله عَزَّ وَجَلَّ، وبشرع الله جَلَّ وَعَلَا، وهذا ليس بالغريب فإنها قد ظهرت في زمن أنبياء الله ورسله، هذه الفرقة، وهذه الطائفة المنبوذة الذين سخروا من أنبياء الله ورسله؛ بل ما أتاهم من رسول إلا استهزأوا به، وسخروا منه، قال الله عَزَّ وَجَلَّ: *﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ ‌بِرُسُلٍ ‌مِنْ ‌قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾* [الأنعام: 10]، وقال الله عَزَّ وَجَلَّ: *﴿‌وَكَمْ ‌أَرْسَلْنَا ‌مِنْ ‌نَبِيٍّ ‌فِي ‌الْأَوَّلِينَ (٦) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾* [الزخرف: 6-7]، فهذه الفرقة هم أعداء الله ورسله من الزمن القديم.

ولهذا ظهرت في هذه الآونة هذه الفرقة المارقة، وهؤلاء الناس الذين يتجرؤون على آيات الله ورسله، ويسخرون من أحكام الله عَزَّ وَجَلَّ وشرعه، وهذه هي سمات أهل النفاق والزيغ والظلال والانحراف، فهم الذين كانوا يسخرون بالآيات، ويسخرون بالمؤمنين، والمطوعين من الناس، قال الله عَزَّ وَجَلَّ عَن المنافقين: *﴿‌الَّذِينَ ‌يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾* [التوبة: 79]، هذا هو دأب أهل النفاق في كل زمان ومكان؛ أنهم يسخرون من المؤمنين، ويسخرون بآيات الله رب العالمين سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى.

والاستهزاء بالدين عباد الله، أو بآيات الله عَزَّ وَجَلَّ، أو برسله، أو بشرعه يعتبر ردة عَنْ هذا الدين العظيم؛ فيصبح صاحبه حلال الدم والمال، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كما في البخاري (1 ) من حديث ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: *«مَنْ ‌بَدَّلَ ‌دِينَهُ ‌فَاقْتُلُوهُ»*.

ولهذا لما أن استهزأ أولئكم النفر بأصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وسخروا من القراء، وأفاضل الناس، ومن أزكى الناس، وقالوا: ما رأينا مثل قرائنا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء ولا أكبر بطونا..