Get Mystery Box with random crypto!

أُخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بقول | القناة الرسمية للشيخ أبي الحسن علي الحجاجي

أُخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بقولهم جاء المعتذر يعتذر إلى رسول الله كما عند ابن جرير (2 ) أن وغيره من حديث ابْن عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، جاء يعتذر إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ويقول: يا رسول الله إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ، إنما هو حديث الركب، إلى غير ذلك، فلم يزد عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أن تلى عليه قول الله عَزَّ وَجَلَّ: *﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ ‌وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (٦٥) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾* [التوبة: 65-66]. انظروا عباد الله فالذي يستهزئ بدين الله عَزَّ وَجَلَّ ويسخر من شرع الله جَلَّ وَعَلَا يعتبر مرتدا عَنْ دين الإسلام فحقه أن يقتل، *«مَنْ ‌بَدَّلَ ‌دِينَهُ ‌فَاقْتُلُوهُ»*، هذا هو الحكم الشرعي في هؤلاء الذين يسخرون من دين الله، ويستهزؤون بأحكام الله وشرع الله سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى.

فما أكثرهم لا كثرهم الله في زمننا هذا، ما من آونة إلى أخرى إلا وهو يَظهر من هؤلاء المجرمين ممن يستهزئ بالدين، *﴿‌إِنَّ ‌الَّذِينَ ‌أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (٣٠) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (٣١) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ﴾* [المطففين: 29-32]، هم مجرمون يا عباد الله، سماهم الله مجرمين، *﴿‌إِنَّ ‌الَّذِينَ ‌أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ﴾*، يستهزؤون ويسخرون من المؤمنين الأتقياء لله رب العالمين، كم من الناس اليوم ممن يستهزئ بشرع الله، وبدين الله؟! ويستهزئ بالنساء المؤمنات الصالحات المحتجبات ويسخرون بالحجاب الشرعي؟! إلى غير ذلكم مما هو حاصل في أوساط المسلمين اليوم.

ما إن يجلس ذلك الجالس في بلاد الكفر، وفي بلاد الإلحاد إلا ويظهر منه ما يظهر من البوائق العظام، والأمور الكبار التي يقشعر لها المسلم، من تلكم الكلمات الفاجرة، ومن تلكم الأقوال المارقة التي تحدث من قبل هؤلاء وهم من أبناء المسلمين، فهم من جلدتنا ويتكلمون بكلامنا؛ ولكنهم مرقوا عَنْ دين الإسلام يا عباد الله.

الاستهزاء بالدين ليس بالأمر السهل؛ فهو ردة كما سمعتم يا عباد الله، ولا يجوز للمسلم أن يسكت عَنْ مثل هؤلاء، ولا أن يجلس مع هؤلاء، ولا أن يجالس مثل هؤلاء، ولا أن يرفع من شأن هؤلاء الحقراء، سواء كانوا ذكورا أم إناثا، قال الله عَزَّ وَجَلَّ محذرا لنا جميعا من مجالسة هذا الصنف: *﴿‌وَقَدْ ‌نَزَّلَ ‌عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾* [النساء: 140]، وقال عَزَّ وَجَلَّ: *﴿‌وَإِذَا ‌رَأَيْتَ ‌الَّذِينَ ‌يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾* [الأنعام: 68]، هؤلاء ظلمة، فلا يجوز للمسلم أن يُمالِئهم على ما هم عليه، ولا أن يشجعهم على ما هم عليه، وأن يرفع من شأن هؤلاء على ما هم عليه؛ بل حقهم أن يُحقروا، وحقهم أن يقضى لهم بالحكم الشرعي كما سمعتم *«مَنْ ‌بَدَّلَ ‌دِينَهُ ‌فَاقْتُلُوهُ»*.

عباد الله؛ والله إنه من المؤسف، ومن المؤلم أن تجد من أنباء المسلمين اليوم وأن يحدث منهم مثل هذا.
وهؤلاء أخرج الله ما في صدورهم فكانوا متلبسين فقط، فأخرج الله ما في صدورهم، وأظهر الله عَزَّ وَجَلَّ ما في قلبوهم على ألسنتهم، فلم يصبروا كثيرا إلا وفضحهم الله عَزَّ وَجَلَّ.
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَليقةٍ :: ‌وَإِنْ ‌خَالَهَا ‌تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ.

هذا هو الحاصل أن هؤلاء أخرج الله ما في صدورهم مما كانوا يخفونه، فلما وصلوا إلى أعداء الإسلام، وجلسوا في أحضانهم بدأوا يصرخون، ويرفعون أصواتهم، ويملؤون أفواههم بمثل هذه الكلمات التي تُخرج المسلم عَنْ دائرة الإسلام، تُخرجه عَنْ دائرة هذا الدين.

عباد الله؛ والله إنه ليخشى على هذا الصنف من العقوبة العاجلة قبل الآجلة، العقوبة العاجلة كما سمعتم حقهم القتل؛ أيضا يخشى عليهم من عقوبة عاجلة، أن يرسل الله عليهم صاعقة من السماء فتأخذهم، *﴿‌وَكَذَلِكَ ‌أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾* [هود: 102]، جاء عند ابن أبي عاصم (3 ) وغيره من حديث أنس بن مالك رَضِيَ