*أَّيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادَ اللهِ؛ إن من عظيم شأن الله سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى، ومن عظيم رحمته بعباده أن جعل على الشيء القليل الثواب الجزيل والأجر العظيم منه سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى، وهذا يدل على فضل الله، ويدل على رحمة الله بعباده أن هيأ لهم، وجعل لهم أعمالا يسيرة يؤجرون عليها أجرا عظيما وخيرا كثيرا.
عِبَادَ اللهِ؛ يقول الله عَزَّ وَجَلَّ في كتابه الكريم: ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف: 46]، وفي سورة مريم: ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا﴾ [مريم: 76]، ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ﴾ فسرها جمهور المفسرين بأنها كلمات يسيرة ترتبت عليها أمور عظيمة، وأجور كبيرة، ألا وهي قول القائل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أربع كلمات هن الباقيات الصالحات يا عِبَادَ اللهِ، وهن أحب الكلام إلى الله، روى مسلم في صحيحه(1) من حديث سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: «أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ». وجاء عَنْ غيره من الصحابة، جاء من حديث أبي ذر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وجاء عَنْ غيرهم من الصحابة، وجاء في لفظ: «أفضل الكلام إلى الله سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».
الباقيات الصالحات يا عِبَادَ اللهِ كلمات يسيرات وأجور عظيمة عند الله سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى كما سمعتم، لو لم يكن من فضل هذه الكلمات إلا أنها خير من الدنيا وما عليها، خير من القصور، وخير من الدور، وخير من الذهب والفضة؛ بل كل ما طلعت عليه الشمس هؤلاء الكلمات خير من ذلك كله، روى مسلم في صحيحه(2) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: «لَأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ.». الله أكبر!
أَّيُّهَا الناس؛ إلى متى الغفلة يا معاشر المسلمين كلمات لا تأخذ منك كبير وقت، ولا كبير جهد، ما أسهلها، وما أيسرها على من يسره الله سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى عليه، وعلى من وفقه الله لذلك سواء ذكرا أم أنثى، «لَأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ.» الشمس تطلع على كل شيء، تطلع على القصور، والدور، والذهب
