Get Mystery Box with random crypto!

والفضة، والملك، تطلع على الدنيا بأسرها، «أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّ | القناة الرسمية للشيخ أبي الحسن علي الحجاجي

والفضة، والملك، تطلع على الدنيا بأسرها، «أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا ‌طَلَعَتْ ‌عَلَيْهِ ‌الشَّمْسُ».

من فضل هذه الباقيات الصالحات يا عِبَادَ اللهِ أنها تملأ الميزان؛ بل تملأ ما بين السماء والأرض لعظم شأنها، ولعظم مكانتها عند الله سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى، روى مسلم في صحيحه(3) من حديث ‌أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أن النبي عَلَيْهِ الْصَّلَاْةُ وَالْسَّلَاْمُ قال: «‌الطُّهُورُ ‌شَطْرُ ‌الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلهِ تَمْلَآنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ» سُبْحَاْنَ الله! تملأ ما بين السماء والأرض.

ومن عظم شأن هذه الكلمات العظيمات يا عِبَادَ اللهِ أنهن غراس أهل الجنة، تغرس لك شجرا في الجنة، اليوم الكثير من المسلمين يحرصون على أمور الدينا، على أشيائها، وعلى أمورها الزائلة، أين الحريصون على ثمار الجنة، أين الحريصون على أن يغرسوا لهم غرسا عظيما في جنة الله سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى، عِبَادَ اللهِ روى الترمذي في جامعه(4) من حديث عبد الله بن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أن النبي عَلَيْهِ الْصَّلَاْةُ وَالْسَّلَاْمُ قال: «لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ ‌غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ». تريد غرسا في الجنة؟ عليك بهذه الكلمات، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أين المشمرون؟ أين المجتهدون؟ أين المستيقضون؟ أين الحريصون على غراس الجنة؟
الآن كثير من الناس يحرص على غرس من أمور الدنيا، يتعب حول الشجرة ربما الأيام الطوال؛ بل ربما تمر به شهور وهو حول شجرة واحدة يريد غرسها، ويعتني بها، ويحافظ عليها، أَّيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادَ اللهِ؛ هذا الغراس إنه في الجنة كما أخبر بذلك المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ». هذا غراس الجنة يا عِبَادَ اللهِ.

فالله الله معاشر المسلمين، وهن الباقيات الصالحات كما سمعتم، ﴿‌وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف: 46].


*الْـخُــطْــبَــةُ الْــثَـانِـيَــة*

الحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَاْ نَبيَ بَعْدَهُ:

أَّيُّهَا الْمُسْلِمُونَ عِبَادَ اللهِ؛ إن هذه الكلمات أمرها عظيم، وشأنها كبير، وقد ورد في فضلها الكثير من الأحاديث عَن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، ولو لم يكن من فضلها كما سمعتم إلا أنها من أحب الكلام إلى الله، وأيضا أنها من أفضل الكلام إلى الله؛ بل جاء في الرواية الأخرى: «وهي من القرآن»(5).
وهي أيضا كما سمعتم أحب إلى النبي عَلَيْهِ الْصَّلَاْةُ وَالْسَّلَاْمُ مما طلعت عليه الشمس، إلى غير ذلكم، وهي تملأ ما بين السماء إلى الأرض.
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ لو لم يك من فضلها، وعظم شأنها إلا أن قائلها تحط خطاياه كما تحط الشجرة ورقها، روى الترمذي في جامعه(6) من حديث أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَجَرَةٍ يَابِسَةِ الوَرَقِ فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ فَتَنَاثَرَ الوَرَقُ، فَقَالَ: «إِنَّ الحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ العَبْدِ كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ ‌الشَّجَرَةِ». الله أكبر! من منا لا يريد أن يخفف من ذنوبه، من منا لا يريد أن تكفر سيئاته، كلنا نريد ذلك، فعلينا بمثل هذه الأذكار، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله وأكبر؛ تكفير للسيئات ورفع للدرجات.
ولهذا جاء في مسلم(7) من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أن النبي عَلَيْهِ الْصَّلَاْةُ وَالْسَّلَاْمُ قال: «مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ ‌زَبَدِ ‌الْبَحْرِ».

فالله الله عِبَادَ اللهِ في الاجتهاد في هذه الكلمات، وفي غيرها من الأذكار التي جاءت عن نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، كلمات يسيرة، وأجرها كبير وعظيم عند الله.