Get Mystery Box with random crypto!

قصيدة شهر رمضان وليلة القدر تتساءل عن حالة المولى بقية الله (ع | علي عسيلي العاملي

قصيدة شهر رمضان وليلة القدر تتساءل عن حالة المولى بقية الله (عج) في هذه الأيام، وهو يستذكر عطش جده سيد الشهداء (ع) الذي يبس لسانه، وغارت عيناه، وذبلت شفتاه، وتفتت كبده، وحال بينه وبين السماء كالدخان من العطش، بأبي هو وأمي ..

شهرُ الصيامِ عادَ يا أللهُ
وعيدُنا الموعودُ لا نراهُ

ندعو دعاءَ"الإفتتاحِ"في المسا
عسى يطلُّ صبحُ مولانا عسى

يا ربِّ قرِّبْ بالظُّهورِ وقْتَهْ
(مكِّنْ لهُ الدينَ الذي ارتضيتَهْ)

(كَثِّر بِهِ يا ربَّنا قِلَّتَنا)
وفي الورى (أعزِزْ بهِ ذِلَّتَنا)

(نشكو إليكَ فقدَنا نبيَّنا
وأننا لسنا نرى وليَّنا)

ما حبُّنا ؟! إنْ لَمْ نكُنْ نُفكِّرُ
بحالِهِ، أينَ وكيفَ يفطرُ؟

إفطارُهُ بالدمعِ لا بالماءِ
والآهِ لا بِلُقمَةِ الهَناءِ

يبكي على آبائهِ القماقِمْ
قَدْ قُتِلوا في يومِ قَتْلِ فاطِمْ

لكنَّ ما أجرى دماءَ العَيْنِ
مُصابُهُ بِجدِّهِ الحُسينِ

فقلبُهُ كجمرةٍ مُلتهِبهْ
على الذي لسانُهُ كالخشبهْ

لمْ ينْسَهُ مِنْ ظمإٍ يُعاني
حتّى رأى السَّماءَ كالدُّخانِ*

لهفي عليهِ ذابِلَ الشفاهِ
وقدْ رماهُ السَّهمُ وسْطَ الفاهِ

وجَوْفُهُ قدْ جفَّ مِنْ حرٍّ قسى
فيَنشَقُ الغبارَ إنْ تنفَّسا

قال لهُمْ "ذا كبدي تفتَّتا"*
كانَ الجوابُ أنَّ شِمْرَهُمْ أتى !

بسيفهِ سقاهُ كاساتِ الرَّدى
هلْ ذَبَحَ الحُسينَ أمْ مُحمَّدا ؟!

لَمْ يكْفِهِمْ سيفٌ لئيمٌ غادِرُ
فكلُّ عضوٍ قدْ سقاهُ حافِرُ !

ومشهدٌ يُذيبُ صوّانَ الحجرْ
كيف بأجفانِ الإمامِ المنتظرْ ؟!

على القناةِ زينبٌ تراهُ
غارتْ بأُمِّ رأْسِهِ عينَاهُ

فلابنِهِ المَوْتورِ عجِّلْ فرجَهْ
وفي زمانِ العُسْرِ سهِّلْ مخرجَهْ

هذا دُعانا في ليالي القَدْرِ
أنْ نسمعَ "الصيحةَ" عندَ الفجرِ

تقولُ أنَّ "الحقَّ في آلِ عَلِيْ"
يا ربِّ عجِّلْ بنداها عجِّلِ..


ليلة ٤ شهر رمضان ١٤٤٠ هج

____________________________________
*في تفسير قوله تعالى : { فتلقى آدم من ربه كلمات } ، أنه رأى ساق العرش وأسماء النبي والأئمة (ع) ، فلقّنه جبرائيل قل :
يا حميد !.. بحقّ محمد ، يا عالي !.. بحقّ علي ، يا فاطر !.. بحقّ فاطمة ، يا محسن !.. بحقّ الحسن والحسين ، ومنك الإحسان .
فلما ذكر الحسين سالت دموعه وانخشع قلبه ، وقال :
يا أخي جبرائيل !.. في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي ؟.. قال جبرائيل : ولدك هذا يُصاب بمصيبةٍ تصغر عندها المصائب ، فقال :
يا أخي وما هي ؟.. قال : يُقتل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً ، ليس له ناصرٌ ولا معينٌ ، ولو تراه يا آدم وهو يقول :
*واعطشاه !.. واقلة ناصراه !.. حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان*، فلم يجبه أحدٌ إلا بالسيوف ، وشرب الحتوف ، فيُذبح ذبح الشاة من قفاه ، وينهب رحله أعداؤه ، وتُشهر رؤوسهم هو وأنصاره في البلدان ، ومعهم النسوان ، كذلك سبق في علم الواحد المنّان ، فبكى آدم وجبرائيل بكاء الثكلى.
(المصدر : الدر الثمين ص 245)

* ورد في منتخب الطريحي ص 451 وذريعة النجاة ص 135 الخصائص الحسينية ص 62 إن الإمام الحسين (عليه السلام) قال لأعدائهِ : « *الآن اسقوني قطرة من الماء فقد تفتت كبدي* » .

https://t.me/AliOsailyAmily

#اللهم_عجل_لوليك_الفرج