2022-07-25 21:59:12
|[ الجمع بين قوله تعالى { للذكر مثل حظ الأنثيين } وبين قوله عليه الصلاة والسلام« اعدلوا بين أبنائكم»]|
❍ فضيلة الشيخ العلامة/
محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى :
❪✵❫ السُّـــ↶ــؤَال ُ:
أراد رجل أن يقسم بين أولاده مالا هل يعطى للذكر مثل حظ الأنثيين؛ لقوله -تعالى- في الآية ﴿ يوصيكم الله في أولادكم ...﴾ أم يقسم بينهم بالتساوي لقول النبي صلى الله عليه وسلم « اعدلوا بين أبنائكم» وإذا فعل الأولى في حياته، ثم توفي، فهل يسترد ما أخذه الذكور، ويعطى للإناث؟
❪✵❫ الجَــ↶ـــوَاب ُ:
أولا نسأل هل هذا الذي أعطاه نفقة، أو تبرعا زائدا؟ إن كان نفقة فإنه يعطى كل إنسان ما يحتاجه قليلا كان أو كثيرا، فإذا قدر أن أحد الأولاد احتاج إلى زواج يزوجه، ولا يعطي الآخرين مثله، ولو فرضنا أن إحدى البنات مرضت وأنفق على دوائها نفقات باهظة، فإنه لا يعطي الآخرين.
أما إذا كان تبرعا، فإنه يعطي الذكر مثل حظ الأنثيين؛ لأنه لا قسمة أعدل من قسمة الله -عز وجل- فإذا أعطى الذكر مائة يعطي الأنثى خمسين، ولا يسترد بعد موته ما أعطى الذكور؛ لأنّ هذا حق وعدل أن للذكر مثل حظ الأنثيين، والحديث قال اعدلوا بين أبنائكم والعدل بينهم اتباع ما جاءت به السنة، وما دل عليه الشرع، هذا هو العدل.
وينبغي أن نعرف الفرق بين العدل والمساواة، الآن كثير من الناس يقول الإسلام دين المساواة، وهذا غلط، ليس في القرآن كلمة مساواة أو أن الناس سواء، بل لو تأملت أكثر ما في القرآن تجد نفي المساواة ﴿ لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل }
{ لا يستوي القاعدون من المؤمنين ﴾، ﴿ قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور ﴾ وما أشبه ذلك، فأكثر ما في القرآن نفي للمساواة فيما بينهما اختلاف. في القرآن العدل ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان ﴾ .. ﴿ اعدلوا هو أقرب للتقوى ﴾
وفرق بين العدل والمساواة، لو أخذنا بظاهر كلمة المساواة لقلنا الذكر والأنثى سواء كما ينادي به الآن المتفرنجون، لكن إذا قلنا العدل أعطينا الذكر ما يستحق، والأنثى ما تستحق.
ولهذا نرجو من إخواننا الكتاب، وغير الكتاب أن ينتبهوا إلى هذه النقطة؛ لأن كلمة المساواة أدخلها بعض المعاصرين، والله أعلم كيف أدخلوها، قد يكون عن سوء فهم، وقد يكون لسبب آخر، إنما الدين دين العدل، والعدل إعطاء كل أحد ما يستحق.
◉ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
▣ المَـصْــدَر مِـنْ هُنــ↶ـا :
[http://binothaimeen.net/upload/ftawamp3/od_013_09.mp3]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
57 views طۆبـٰـــﮯ للغـربــٱء , 18:59