2022-02-20 00:28:41
ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻣﺮﺃﺓ إﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ رحمه الله ﻓﻘﺎﻟﺖ:
ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻧّﻲ ﺇﻣﺮﺃﺓٌ ﺃﻏﺰﻝ (ﻏﺰﻝ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ من الصوف والقطن والكتان ﻟﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ) ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺴﺮﺍﺝ ، ﻓﻴﻤﺮُّ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻌﺴﺲ(ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ) ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﻣﺸﺎﻋﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ .
ﺃﻳﺤِﻞُّ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻏﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻧﺎﺭﻫﻢ؟
ﻓﺒﻜﻰ ﺍلإﻣﺎﻡ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻣﻦ أﻧﺖِ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ : أﻧﺎ أﺧﺖ ﺑﺸﺮ ﺍﻟﺤﺎﻓﻲ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻜﻢ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ، ﻻ ﺗﻐﺰﻟﻲ على ﺷﻌﺎﻋﻬﺎ.
ﺑﻜﻰ ﺍلإﻣﺎﻡ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺟﺪﺍ، ﻭﺧﻮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ أﻥ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﺒﻬﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ !
فاﻟﻮﺭﻉ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮﺍﺗﺐ: اﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، اﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎ، ﺗﺮﻙ ﺑﻌﺾﺍﻟﻤﺒﺎحات ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ.
ﺃﻱّ إﻳﻤﺎﻥٍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ، ﻭأﻱّ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔٍ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺤﻦ!.
قال القشيري في الرسالة، والخادمي في بريقة محمودية: جاءت أخت بشر الحافي إلى أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ وقالت: إنا نغزل على سطوحنا بشعلة الملك، هل يجوز لنا الغزل في شعاعها، وقد وقع علينا المشاعل الظاهرية؟ فقال: من أنت عافاك الله؟ قالت: أخت بشر الحافي، فبكى أحمد، وقال: من بيتكم يخرج الورع الصادق، لا تغزلي في شعاعها. اهـ.
وقد حكى هذه القصة بمعناها الشاطبي في الموافقات، وابن الجوزي في صفة الصفوة، كما حكاها الشيخ الحويني في بعض دروسه، وهو من المشتغلين بعلم الحديث.
#نـوادر
20 views21:28