Get Mystery Box with random crypto!

من آثار الفطرة أن الحكم بالصواب والخطأ يشترك فيه الناس على الم | الراسخون في العلم

من آثار الفطرة أن الحكم بالصواب والخطأ يشترك فيه الناس على المستوى الكلي الذي تقع فيه أصول الأخلاق، فلا تفاوت فيه إلا على وجه المكابرة، كحسن العدل وقبح الظلم، وكلما كان الشيء محل البحث قريبًا من هذا المستوى ضاق التفاوت فيه أو انعدم، فإذا نزلت للتفاصيل وجدت العقول تتنازع تنزيل الكليات على الجزئيات، وهذا من أوجه كون النبوات من الضرورات لتفصل النزاع بين الناس.

قال ابن تيمية رحمه الله:
"الناس لا يفصل بينهم النزاع إلا كتاب منزل من السماء، وإذا ردوا إلى عقولهم فلكل واحد منهم عقل"
(درء تعارض العقل والنقل, 1/229)

وكذلك يُنتبه إلى أن البعد عن الفطرة تحت تأثير البيئة أمر واقع كما يفيد حديث (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه..) الحديث، فالاشتراك في الفطر لا يشكل عليه التباين إذا وضعنا هذا الملحظ في الاعتبار أيضًا، لكن تبقى الكليات العليا عميقة في النفوس، ولذا فإن مهمة الداعية إزالة الركام عنها والتذكير بها.


اقتباس

ومن شواهد ما سبق أنك تجد "أنّ الأخلاقيات الطبية الحديثة لا تقدّم منهجية يمكن للناظر في الوقائع سلوكها مطمئناً، إذ تتعارض قواعدها دون منهجية تبيّن كيفية الجمع بين القواعد وترتيبها.

أما الشريعة، فأصولها معروفة، وأدلّتها موضّحة، وتُقدِّم منهجية للاستنباط من نصوصها والجمع بينها وتطبيقها على الواقع باتّساق مع المقاصد العامة، وقواعد تُعرِّف بترتيب أولوياتها، فكل ذلك ليس بدعاً أحدثه المتأخرون من أهلها، بل دلّت عليها النصوص، ووضّحتها محابر جهابذة تضلّعوا من علومها العظيمة، وشربوا من كؤوس حكمتها المليئة بالنور والبرهان ".

د .طارق عنقاوي
قرارات العلاجات المساندة للحياة، ص٥٥٢-٥٥٣.

#في_رحاب_الشريعة
#محاسن_الشريعة
#العقل