Get Mystery Box with random crypto!

اقتباس نجد عند كثير من فلاسفة الأخلاق الانتصار لنظرية معيّن | الراسخون في العلم

اقتباس

نجد عند كثير من فلاسفة الأخلاق الانتصار لنظرية معيّنة أو مبدأ من المبادئ والطعن في غيره، أو إهماله على أقلّ تقدير، ولم توجد نزعة الجمع بين النظريات الأخلاقية إلا عند المتأخرين، على أنّهم لا يلتزمون الجمع بينها كلّها، بل يطبقون ما يشعرون بأنّه الأنسب للمسألة محلّ النظر، مع تغليب بعض النظريات على بعض لأسباب تتعلّق بخلفياتهم وميولهم الفلسفية، دون التزام بموضوعية منضبطة بمنهج واضح.

أمّا الشريعة فهي شمولية تراعي كل المحاسن وتعظّم المصالح وتقلّل المفاسد، دون أن يقتصر النظر في منهجيتها على ملاحظ دون أخرى، بل تجمع الفضائل وتنسّق بينها كلوحة بديعة.

إنّ الشريعة تحكم على جميع الوقائع مهما تنوّعت، ففي كل نازلة ردّنا الشرع إلى كتاب الله وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم، ويتضمن ذلك الاستنباط من النصوص للوقائع المستجدة مهما تغيّرت أشكالها، إذ في النصوص معانٍ كليّة يرجع إليها وتنزّل على أية واقعة، ومنها فُهمت مقاصد الشرع، وأنّه يُطلب من المجتهد أن يعتبر ما يكتنف بالواقعة مما قد يخرجها من الحكم العام إلى حكم خاصّ مراعاة لضرورة حاليّة أو مصلحة أو مفسدة مآلية، وهذا التنزيل للنصوص والقواعد على المستجدات هو اتبّاع لما جاءت به النصوص نفسها من قواعد ومسالك منهجية للاجتهاد، ترشد إلى الحكم المناسب لكل واقعة بحسب حقيقتها وما يقترن بها من أحوال مؤثّرة في الحكم، وبذلك تراعي الثابت وتراعي المتغيّر وفقاً لقواعد ربّانية تضمن حصول أعلى المصالح ودرء أكبر المفاسد.


د .طارق عنقاوي
قرارات العلاجات المساندة للحياة، ص559-560

#في_رحاب_الشريعة
#محاسن_الشريعة