Get Mystery Box with random crypto!

قال فضيلة الشيخ العلامة الفقيه زيد بن محمد بن هادي المدخلي - ر | 📚 علوم سلفية نقية 📚

قال فضيلة الشيخ العلامة الفقيه زيد بن محمد بن هادي المدخلي - رحمه الله تعالى رحمة واسعة - :


ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﻒ ﺃﺷﺪ اﻷﺳﻒ ﺑﻞ ﻣﻤﺎ ﻳﺒﻜﻲ ﺫﻭﻱ اﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭاﻹﻳﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎﻥ اﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻛﺜﺮ ﻓﻴﻪ ﻋﺪﺩﻧﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺑﻘﺎﻉ اﻷﺭﺽ، ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻟﻨﺎ ﻛﻨﻮﺯﻫﺎ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺧﻴﺮاﺗﻬﺎ ﻟﺘﻌﻤﺮ اﻷﺭﺽ ﻛﻞ اﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺮﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺨﻠﻖ ﻃﻔﻘﻮا ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻯ اﻟﺸﺮﻕ ﻭاﻟﻐﺮﺏ ﻓﻈﻠﻮا ﺣﻴﺎﺭﻯ مدهوشين، ﻭﻣﺎ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ اﻟﻤﻮﺕ ﻭﻳﺤﺒﻮﻥ اﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ : «ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﺪاﻋﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ اﻷﻣﻢ، ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺪاﻋﻰ اﻷﻛﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﻌﺘﻬﺎ . ﻗﺎﻟﻮا: ﺃﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻧﺤﻦ ﻳﻮﻣﺌﺬ ؟ ﻗﺎﻝ: ﺑﻞ ﺃﻧﺘﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ ﻏﺜﺎء ﻛﻐﺜﺎء اﻟﺴﻴﻞ» (١).

ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ اﻷﺭﺽ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺭاﺷﺪﺓ ﺗﻘﻮﻝ اﻟﺤﻖ، ﻭﺗﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻭﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺗﺒﻠﻎ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻭﻻ ﺗﺨﺸﻰ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﺗﺨﺎﻑ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺳﻮاﻩ، ﻫﺬﻩ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻋﻨﺎﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺑﻘﻮﻟﻪ: «ﻻ ﺗﺰاﻝ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ ﻇﺎﻫﺮﻳﻦ، ﻻ ﻳﻀﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﺬﻟﻬﻢ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻲ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ -ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ-» (٢).

ﻭﻛﺄﻧﻲ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺗﺮﺩﺩ: {ﻛﻢ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻏﻠﺒﺖ ﻓﺌﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﺈﺫﻥ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ} [اﻟﺒﻘﺮﺓ: ﻣﻦ اﻵﻳﺔ ٢٤٩]، {ﻭﻣﺎ اﻟﻨﺼﺮ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰﻳﺰ ﺣﻜﻴﻢ} [اﻷﻧﻔﺎﻝ: ﻣﻦ اﻵﻳﺔ ١٠] .

ـــــــــــــــــ
(١) أخرجه أبو داود (٤٢٩٧) من حديث ثوبان - رضي الله عنه -، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٨١٨٣).
(٢) أخرجه مسلم (١٩٢٠) من حديث ثوبان - رضي الله عنه -.


المنهج القويم في التأسي بالرسول الكريم ﷺ ، الصفحة : (٧٦).