2023-04-17 04:48:29
شرح.أحاديث.ليلة.القدر.tt ليلة ٢٧ من رمضان سَأَلْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه ، فَقُلتُ : إنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يقولُ : (مَن يَقُمِ الحَوْلَ يُصِبْ لَيلَةَ القَدرِ؟)
فَقالَ : رَحِمَهُ اللَّهُ ، أَرَادَ أَنْ لا يَتَّكِلَ النَّاسُ ،
أَمَا إنَّه قد عَلِمَ أنَّهَا في رَمَضَانَ ، وَأنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ ، وَأنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ، ثُمَّ حَلَفَ -لا يَسْتَثْنِي-
أنَّهَا لَيلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ، فَقُلتُ : بأَيِّ شَيءٍ تَقُولُ ذلكَ يا أَبَا المُنْذِرِ؟ قالَ :
بالعَلَامَةِ -أَوْ بالآيَةِ- الَّتي أَخْبَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ؛
أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ لا شُعَاعَ لَهَا.#الراوي : أبي بن كعب
#المصدر : صحيح مسلم
#شـرح_الـحـديـث ليْلةُ القَدرِ لها قَدْرٌ عَظيمٌ وشأنٌ كبيرٌ ، وقدْ عظَّم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أمْرَها ،
وأمَر بتَحرِّي ليْلتِها وقِيامِها إيمانًا واحتسابًا ، وقدْ حدَّدها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
في اللَّيالِي الوِترِ مِن العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمضانَ ، وذَكَر لها
عَلاماتٍ تدُلُّ عليها.
● وفي هذا الحديثِ يَرْوي التَّابعيُّ زِرُّ بنُ حُبَيشٍ أنَّه سَأل أُبيَّ بنَ كَعبٍ رَضِي اللهُ عنه عن قَولِ عبدِ الله بنِ مَسعُودٍ رَضِي اللهُ عنه :
إنَّ مَن يَقُمْ ليْالِيَ السَّنَةِ كلَّها فإنَّه لا مَحالةَ سَيُصيبُ ليْلةَ القدْرِ في إحْدى لَيالِيها ، دونَ أنْ يُسمِّيَ لهم تلك اللَّيلةَ ، وهذا يُفهَمُ منه أنَّه يَرى أنَّها ليْلةٌ مُبهَمةٌ تَدورُ في تَمامِ السَّنةِ ، ولا تَختَصُّ برَمضانَ.
● فلمَّا سَمِع ذلك أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ رَضِي اللهُ عنه دَعا لابنِ مَسعودٍ رَضِي اللهُ عنه أنْ يَرحَمَه اللهُ ،
وهذا دُعاءُ العارفِ بمَغزَى قولِ ابنِ مَسعودٍ ، ومِن بابِ الاعتذارِ له ، ثمَّ وضَّح أنَّ ابنَ مَسعودٍ رَضِي اللهُ عنه #أراد بقولِه ذلك
ألَّا يَترُكَ النَّاسُ قِيامَ الليلِ انتظارًا لِمَجِيءِ ليْلةِ القدْرِ ، فيَقوموها وحْدَها أو يُقَصِّروا في قِيامِ بقيَّةِ لَيالي السَّنةِ ، فتَفوتَ حِكمةُ الإبهامِ الَّذي نُسِّيَ بسَببِها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فأراد بذلك أنْ يَجعَلَ النَّاسَ في اجتهادٍ وتَحرٍّ بكَثرةِ القيامِ لِتَدارُكِ تلك اللَّيلةِ.● ثُمَّ أخبَرَ أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ رَضِي اللهُ عنه أنَّ ابنَ مَسعودٍ رَضِي اللهُ عنه يَعلَمُ
أنَّها في رَمَضَانَ ، وأنَّها في العَشْرِ الأواخِرِ ، وأنَّها ليْلةُ سَبْعٍ وعشرين.● ثُمَّ
حَلَف أُبَيٌّ رَضِي اللهُ عنه حَلِفًا جازمًا مِن غيرِ أنْ يقولَ عَقِيبَه : إنْ شاء اللهُ
«أنَّها ليْلةُ سَبْعٍ وعشرين» ، فكان أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ رَضِي اللهُ عنه يَجزِمُ أنَّ ليْلةَ القدْرِ هي ليْلةُ سَبْعٍ وعِشرين مِن رمَضانَ ، ويُقسِمُ على ذلك قَسَمًا مُؤكَّدًا.● فسَأله زِرُّ بنُ حُبَيْشٍ :
ما دَليلُك على ذلك يا أبا المُنذِرِ؟ وهي كُنْيةُ أُبَيِّ بنِ كَعبٍ رَضِي اللهُ عنه ، قال أُبَيٌّ رَضِي اللهُ عنه :
بالعَلامةِ -أو بالآيةِ- الَّتي أخبَرَنا رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ،
وهي أنَّ الشَّمسَ تَطلُعُ صَبيحةَ هذه اللَّيلةِ لا شُعاعَ لها ، بل تكونُ نَقيَّةً لا يُرَى لها أشعَّةٌ مُمتدَّةٌ ، فيَنتشِرُ ضَوءُها بلا شُعاعٍ كما يُضيءُ القَمرُ بلا شُعاعٍ ، والشُّعاعُ : ما تَرى مِن ضَوءِ الشَّمسِ مِثلَ الحبالِ والقُضبانِ مُتَّجِهةً إليك إذا نظَرتَ. وقَدِ اخْتُلِفَ في تَحديدِ لَيلةِ القَدرِ ، وأرجى الأقوالِ أنَّها
في أوتارِ العَشْرِ الأواخِرِ ، كما بيَّنَتْها السُّنَّةُ المُطَهَّرةُ ،
ومِن حِكمةِ اللهِ تعالَى أنَّه أخْفاها عنِ النَّاسِ ؛ لكيْ يَجتَهِدوا في الْتِماسِها في اللَّيالي ، فيُكثِروا مِن العِبادةِ الَّتي تَعودُ عليهمْ بالنَّفعِ.#وفي_الحديث :¤
بيانُ أنَّ بعضَ الصَّحابةِ كان يَأخُذُ بعَزائمِ الأمورِ للوُصولِ إلى مُرادِه.¤
وفيه : أنَّ مِن عَلامةِ ليلةِ القَدرِ أنَّ الشَّمسَ تَطلُعُ في صَبيحتِها لا شُعاعَ لها. #الموسوعة_الحديثية https://dorar.net/hadith/sharh/23436
87 viewsالـحـسـاب مـغـلـق, 01:48