2024-05-27 22:28:25
رسالة وصلتني عبر واتساب
السلام عليكم اخ مصطفى
ارجو من الله ان يقدر لهذه الرسالة ان تصل لمتابعيك الافاضل وارجو منهم الدعاء
انا من العائدين من فرنسا منذ ثلاث سنوات
كان خروجي من تونس الى فرنسا التحاقا بزوجي الذي كان قد تخرج فيها واشتغل بها، عندما عرض علي الزواج لم اشتطرط عليه الا شرطا واحدا، هو ان يعود الى تونس نهائيا وان نتزوج ونستقر بها.
قبل شرطي وتزوجنا ولكنه ضاق بالبلد ذرعا وتقدم لعمل بفرنسا دون علمي ووجدت نفسي امام الامر الواقع. سافر وبقيت حتى استكملت دراستي وانجبت طفلي الاول ثم سافرت التحاقا به.
طبعا لم تعجبني فرنسا رغم ان المدينة من اجمل وافضل مدنها، بقيت هناك تسع سنوات من 2013 حتى 2021
كان زوجي يصبرني على البقاء بها سنة بعد اخرى وكل سنة يقول من قال اننا ماكثون هنا؟!
انجبت ثلاثة ابناء هناك بالاضافة الى البكر وتتلخص اغلب المشاكل في دراسة الابناء
انا طبيبة اسنان محجبة ولم اكن ارضى ان اترك اولادي واخرج للتنازل عن حجابي وشهادتي واشتغل كمساعدة لطبيب اسنان إن رضي احدهم اصلا، ففي فرنسا يسيطر اليهود على هذا القطاع ويسمحون للبعض القليل بدخوله بعد شيء من العناء.
ظقت ذرعا بقوانين المدرسة التمهيدية مع ابني الاول ودخلت في عدة مشاحنات مع الادارة والمعلمات وتم التحذير مني (signalement)
لدى وزارة التربية لاني لم اسمح لاولادي الثلاثة بالمشاركة في اي حصة سباحة على مدار خمس سنوات. وتم استدعائي للتحقيق معي من قبل المدراء اكثر من مرة وكنت اتحجج بحجج صحية وشهادات من الاطباء الذين تم تحذيرهم وتوقفوا بعد مدة على تحرير اي شهادة طبية لابنائي تبرر غيابهم..
تم التحذير مني بعد ذلك لاني منعت طفلي الثاني والثالث من المدرسة التمهيدية قبل ان يصبح التعليم التمهيدي اجباريا ثم اضطررت ان اعيدهم بعد سنتين مع خروج القانون حيز التنفيذ..
بصعوبة شديدة استطعت ان اقنع زوجي بان يسحب اطفالنا الاربع من المدرسة العمومية ويسجلهم في مدرسة اسلامية خاصة كنت اعمل بها كمعلمة للعربية والقران.
هذه المدرسة هي اكثر مدرسة تخشاها الدولة الفرنسية على حد علمي
مدرسة البدر الاسلامية: اغلقتها الدولة خمس مرات على التوالي وكنت شاهدة على اثنتين منها. تغلقها بامر من الشرطة وترسل الى الاولياء رسائل تحذيرية بالتتبعات العدلية في حال عدم تسجيل الاطفال في مدارس اخرى.
التجات الى التدريس المنزلي بعد اغلاقها في المرة الاولى ولكنهم وجدوا سبيلا قانونيا منعنا من تدريس الاطفال منزليا بعد الاغلاق الاخير.. وكنا حينها في تونس نقضي العطلة الصيفية فقررت ان اتحدى كل العراقيل التي تحول بيني وبين الرجوع النهائي بالاطفال الى تونس واهمها معارضة زوجي للامر وتحذير الناس القريب منهم والبعيد من مغبة الاستقرار في تونس بسبب الاوضاع المعيشية والتخلف وخطر ضياع مستقبل الاولاد
الحمد لله تم لي ذلك ومنذ ثلاث سنوات وانا مستقرة مع اولادي وزوجي باق في فرنسا
يشهد الله اني لم اندم مقدار ذرة واحدة على الخروج من تلك الحفرة رغم الصعوبات والمشاكل والمسؤولية الملقات على عاتقي ورغم البعد عن زوجي الذي يرفض الى الان الرجوع الى البلد ولا يفتأ يذكرني كل مرة انني السبب في تشتيت العائلة والحاق الضرر به من تركه وحيدا وحرمانه من اولاده وحرمان اولاده منه والقيام بتربيتهم في بلد ظالم يعيش تبعية للغرب وتكثر فيه العقد النفسية والبطالة والفساد المالي والاداري..
انا لا انكر كثيرا مما يزعم، ولكني اعتقد انني قادرة على تحمل هذه الامور مقارنة بمغبة تربية الاطفال في الغرب والخطر الذي يحدق بهم هناك..
لا اذكر اني سمعت قصة من قصص المغتربين تطرح مشكلة انقسام العائلة وتذبذب الاطفال بين راي احد الابوين بضرورة العودة وترك ديار الكفر وبين الراي المخالف للطرف الاخر.
جل دعائي منذ عودتي يتركز على الدعاء لزوجي بالهداية وبالثبات واتباع الحق لا الهوى مع اني ارى صعوبة ذلك عليه، وهذا ما يقوض علاقتنا وينخر فيها يوما بعد يوم مع العلم اني احبه حبا شديدا ولا اتخيل حياتي بعيدا عنه. وكل شهرين تقريبا اسافر اليه او يسافر هو الينا ولكن لم نتوصل الى حل نهائي والحقيقة اننا تعبنا نحن واطفالنا من الفراق ولحق بكل منا الضر.. ارجو منكم الدعاء
ملاحظة لقد اذن لي زوجي بنشر هذه الرسالة ولا نرجو الا الدعاء بظهر الغيب
9.0K views19:28