Get Mystery Box with random crypto!

- كتب الشيخ محمد الغزالي-رحمه الله-في كتابه ( في موكب الدعوة ) | □ الحبيب أبو بَكر الهاشمي ♡

- كتب الشيخ محمد الغزالي-رحمه الله-في كتابه ( في موكب الدعوة ) ص 209 وما بعدها عن أستاذه الشهيد حسن البنا-رحمه الله-في فصلٍ عنوانه ( حَسَنُ البنَّا )* :

..(( ...وقد كان ( حسنُ البنا ) من أولئكَ الرجال الذين يظهرون في التاريخ على نُدرة،ويُحدِثون بمسلكهم الفذّ موجاتٍ جارفةً من الحركةِ والتجديد والمغامرة،فيضِيقُ به مَن يَضيق،ويَهِشُّ له مَن يهِشّ،ثم يَمِيزُ اللهُ الخبيثَ من الطّيّبِ،ويستخلصُ الحقَّ من الشوائبِ العالقةِ به،فيعرفُ البشرُ جُهْدَ الجاهدين لهم،والعاملين لخيرهم،وتلهجُ ألسنتُهُم ثناءً وتنويهاً بأمرِهِم.

ولِحسن البنّا-كغيره من قادة الدعوات-مادحون وقادحون.بَيْدَ أنَّ أشدَّ الناسِ له بُغضاً لا يُنكِرُ المواهبَ الجليلةَ التي أضفاها القدَرُ عليه.

وأنتَ قد تُخاصمُ شخصاً فتحتقرُهُ لتفاهته،وقد تخاصمُ آخرَ فلا تملكُ إلا الاعترافَ بميزاتِه،والإكبارَ لخصائصه،مهما اختلفتَ معه في تقويم الأشياء،وتقدير الأشخاص...

...ولسنا عُبَّادَ أشخاصٍ،وإنما نُكَرِّمُ المبادئَ فحسب في الرجال الذين يَحيَُونَ لها،ويتجردون إلا منها..

كان ( حَسَنُ البنَّا ) رجلًا واسعاً،في نفسه مجالاتٌ شتَّى للأمزجةِ المتبَايِنة والبطولاتِ المنوَّعة،وذاك سِرُّ نجاحه في التجميع الغريب الذي قام به.

لقد التفَّ حولَهُ أُلُوفٌ وأُلُوفٌ،فأحسَنَ توجيهَهُم،وأمكنهم من العمل للإسلام،فأفادوا واستفادوا.

وإني أعترفُ بأنَّ أحسنَ أصدقائي ما عرفتُهُم إلا في ميدان الدعوةِ،وما زالَ رباطُ الحُبِّ الوثيقِ يَجمَعُنا بهم،ويدفعُ بقلوبِنا وصفوفِنا إلى خدمةِ الإسلام ونُصرة أُمّتِه...

كان ( حسنُ البنا )-حيث حَلَّ-يتركُ وراءَهُ أثراً صالحاً.وما لَقِيَهُ امرُؤٌ في نفسِهِ استعدادٌ لقَبُول الخيْر إلا وأفادَ منه ما يزيدُهُ صِلَةً بربه وفقهاً في دينه،وشعوراً بتَبِعَتِهِ نحو الإسلام والمسلمين.

والرجلُ الذي يشتغلُ بتعليم الناس لا يستطيعُ في أحيانِهِ كُلِّها أن يُرسلَ النفعَ فَيْضاً غَدَقاً.فَلَهُ ساعاتٌ يخمدُ فيها،وساعاتٌ يتألَّقُ ويُنيرُ..!!

إنَّ الإشعاعَ الدائمَ طبيعةُ الكواكبِ وحدَها..!!

وقد كان ( حسنُ البنّا )-في أُفقِهِ الداني البعيد-من هذا الطراز الهادئ بطبيعته،لأنَّ جوْهَرَ نفسِهِ لا يتوقف عن الإشعاع..!!

سَلِ الأُلُوفَ المُؤلَّفة التي التقت به،أو التي أشرقَ عليها الرجلُ في مداره العتيد.

ما مِنْ أحدٍ منهم إلا وفي حياتِهِ ومشاعره وأفكارهِ أثَرٌ من توجيهاتِ (حسن البنَّا ) ؛ أثرٌ يعتزُّ به،ويُغالي بقيمته،ويعتبره أثمنَ ما أحرزَ في دنياهُ..!! )) اهـ