Get Mystery Box with random crypto!

هذا السلام بكامله سيطر عليه الحوثيون بعد سيطرتهم على الدولة في | 🇾🇪شبكة اليمن اليوم الإخبارية🇾🇪

هذا السلام بكامله سيطر عليه الحوثيون بعد سيطرتهم على الدولة في صنعاء.

تأثير الحرب على قوة الحوثي  

لقد أثّرت الحرب بشكل فعلي وكبير على القوة البشرية للحوثي، لكن هذا لا يعني وصوله إلى حد الاستنزاف الحاد، وهذا يعود لأسباب اهمها أنّ الحوثيين يسيطرون على مناطق الثقل السكاني. ورغم أن تلك المناطق لا تمثل سوى 30 بالمئة من مساحة اليمن الجغرافية، إلا أنها محافظات التركز السكاني الكثيف ذو الطابع القبلي المتأثر سلبًا وايجابًا بطبيعة المصالح التي ترتبط بصنعاء. ذلك أتاح للحوثيين تعويض الفاقد الكبير في قواتهم البشرية من قوام هذه الكتلة السكانية الكبيرة، والتي تحولت إلى وقود للحرب. إضافة إلى تراخي أطراف الشرعية عن مهمة التحرير وإخفاقاتهم المتتالية أو انضمام البعض للجماعة الحوثية.

تحليل العروض الحوثية الأخيرة  

أقام الحوثيون ستة عروض عسكرية خلال الأسابيع الماضية. دشنوا ذلك بعرض عسكري "تخرج دفعات عسكرية" لمجنديين قبيل انتهاء الهدنة الأممية الثانية 28 يوليو 2022. أعقب ذلك خمسة عروض عسكرية توزعت في الفترة الممتدة من 15-1 أغسطس، وهي الفترة نفسها التي تزامنت معها مفاوضات أممية مكثفة لتمديد الهدنة لـستة أشهر قادمة أو ما سمي بـ "اتفاق الهدنة الموسّع". يدرك الحوثيون أهمية هذه الاستعراضات العسكرية لصالح تحقيق ضغط على المفاوضين وانتزاع مزيد من التنازلات.

وفي الحديث أعمق بهذه العروض العسكرية، يمكن تناولها بالمحاور التالية:

أولًا: القوة البشرية 

لقد ظهرت سرايا العرض التابعة للكليات العسكرية التابعة للحوثي بمظهر عسكري مقبول، من الهندام إلى توحيد الحركات العسكرية خلال الاستعراض، وهذا يعود بدرجة رئيسية إلى تركز البنية التحتية للمنشآت التعليمية العسكرية من معاهد وكليات عسكرية بكامل تجهيزاتها ومناهجها وكوادرها ومعاملها في صنعاء. لقد ساعد ذلك الحوثيين على استدعاء من تبقى من كادر الضباط العاملين فيها، وتوظيفهم لتأهيل من يتم تسجيلهم من أنصار الجماعة في الكليات والمعاهد العسكرية، بصورة تتجاوز شروط القبول التي كانت مُعتمدة سابقًا. كما يتم توظيف تلك المنشآت العسكرية الرسمية كعامل جذب لخريجي الثانوية العامة، باسم الانتساب إلى الكليات العسكرية، بينما تم تقليص الدراسة فيها من ثلاث سنوات إلى ستة أشهر في الغالب، كما يتضح من توقيت تخرج تلك الدفعات.  

ومع ذلك، لم يظهر ما يشير إلى أنّ تلك السرايا بالمستوى الذي يمكن اعتبارها جيشًا نظاميًا. إذ اكتفى الحوثيين بعرض مشاهد محدودة خضعت للمونتاج بهدف إخفاء جوانب القصور التي رافقتها، ولا يبدو أنّ القوى البشرية خضعت للبروفات اللازمة.

أراد الحوثيون من خلال الحشد البشري الكثيف إيصال رسالة مفادها: أنهم ما زالوا يمتلكون قوة بشرية كافية، وأن ّهناك إقبالا كثيفا على التجنيد في صفوفهم، ويعتقدون أن هذا يعني لخصومهم بأنهم -الحوثيين- ما زالوا يحظون بشعبية وقبول كبيرين في مناطق سيطرتهم. وبذلك، يعتقد الحوثيون أنهم أسقطوا رهانات خصومهم في التحالف والأطراف الأخرى، التي كانت تراهن على استنزاف القوة البشرية أو إنهاك قوى وقدرات الحوثيون خلال أعوام الحرب السبعة.

وعلى عكس الروايات الحوثية، قالت مصادر عسكرية، متواجدة في صنعاء، رفضت إظهار هويتها، بأنّ القوة الفعلية "العقائدية" للحوثيين تنتشر حاليا في الجبهات. في حين أنّ بعض المشاركين بتلك العروض عسكريون متقاعدون، وآخرون شاركوا مقابل أجر يومي ووعود بتسجيل أسمائهم ضمن كشوفات المستحقين للرواتب التي يقول الحوثيون أنّ الأمم المتحدة وعدت بصرفها. 

أكثر السرايا عددا شاركت في عرض ما أسماه الحوثيون "المنطقة العسكرية السادسة"، الذي أقيم بمحافظة عمران بتاريخ 15 أغسطس 2022، وبلغت نحو 19 سرية عرض، بينما تأرجح عدد تلك السرايا في العروض الأخرى.

ثانيًا: التسليح 

أما فيما يتعلق بنوعية الأسلحة التي استعرضها الحوثيون، فيمكن القول أنّ الحوثيين لم يستعرضوا الأسلحة الاستراتيجية التي يدعون امتلاكهم لها كالصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية طويلة المدى، كما لم تظهر فيها طرازات جديدة، وتم الاكتفاء بعرض طائرات "رجوم" المسيرة ذات الخمس المراوح، وهذا النوع من الطائرات أصبح الحوثيين يعتمدون عليها بشكل رئيسي في الجبهات الداخلية. كما أنّ كثير من نُسخ وطرازات الأسلحة التي استخدمها الحوثيين في مسرح عملياتهم العسكرية، غابت عن العروض العسكرية التي أقاموها مؤخرًا، ومنها طائرات راصد وقاصف وصماد3، وهذا بدوره يعزز من فرضية أنّ عروضهم هذه كانت لهدف إظهار القوة البشرية أكثر منها عرضًا للقدرات التسليحية.

كما يعزز هذا المشهد أيضًا فرضية أخرى تفيد بأنّ الأسلحة النوعية كالصواريخ طويلة المدى والمجنحة، ليست تحت تصرفهم، وإنما تخضع لسيطرة وتصرف ضباط وخبراء من الحرس الثوري الإيراني. لذا، في أحسن الأحوال، قد يشكّل عدم عرض تلك الأسلحة رسالة تتضمن حسن نوايا "إيرانية" تجاه السعودية، بهدف إنجاح المحادثات بين البلدين.