2023-04-28 22:55:57
(( أستفاقة ذاكرة ))
راحت عقارب الساعة ترتمي بأحضان منتصف الليل لم أكن مخططا أن أكتب هذه الليلة .
ذاكرتي من أفاقت القلم من نومته لتبكيه دموعا ً سمراء على وجنتي الورق .
صامت ُ دون صوت اصغي لكلماتي وهي تلج بين طيات الورق مثل ولوج الليل عند المغيب ، خلف هذا الصمت صراخا ً مدوي ينهض تحت جمجمتي ،،،
بركان من الذكرى يشعل فتيل الحروف ، ذنبنا نحن ابناء المقاومة ان ذاكرتنا محشوة بصور الغادين ،
قنبلة موقوته زرعناها عنوة عنا في مقدمة الرأس لا تحتاج للانفجار سوى صمت هادئ
بعدها تعصف بك الذكرى حتى تحيلك ركاما .
انا الانسان الذي اطال النظر في ذاكرته فجلس هناك عند اعتاب ابوابها يقطف من صورها كما يقطف الفلاح الثمار اليانعة فما رايت غير شباب ارتدوا الابتسامة جلبابا لتقاسيم وجوههم وهم يسيرون الى حافة النهاية .
كم تمنيت ان القي بكلي تحت هذا الرأس الخاوي فأشاطرهم الابتسامة تلك ، ولكن الامنيات لا تعدو ان تكون جراحا ً نظيفها الى اوجاعنا نحن الذين بقينا هنا أسراء الجسد ، اسراء المادة ،
اسراء الخطوات ونحن نخطيها بين ازقة كلها ألسن ،
ايوجد شارع بين ازقة بغداد أبكم لا يروي احاديثنا يا حاج باسم ؟؟!!!
الشوارع أشرطة سينمائية يعاد بثها كل يوم وليس لجهاز ذاكرتنا الا محطة واحدة !!
الرموز التي كنا نحفظها عن ظهر قلب نخفي وراءها اسماء الشوارع وعناوين الازقة واشياءا ً أخرى لغاية في نفس يعقوب ما زالت شاخصة مثل تمثال سومري
دعني اخبرك شيئا ، اتعلم اني حفظت الرموز ونسيت اسماءها الحقيقية !!
ما زلت اكتنز لنفسي تلك النشوة العارمة وانا الهج برموزها ،
الليلة سرت ُ بشارع (( ابو اقلام )) ومنه انعطفت ُ بسيارتي دون قصد الى (( الكهرباء ))
وبينا انا اسير رن جهاز الهاتف خيل الي انك تتصل تطلب مني الالتحاق بك عند (( حبيب )) فقلت لك فتحت ُ محلا لبيع الفواكه قرب (( الغسل )) ولا يمكنني تركه .
ولكن سرعان ما اكتشفت ان جهاز الهاتف رن هناك في ذاكرتي ،
الم اقل لك ذنبنا ان ذاكرتنا محشوة بصور الغادين يا أبا تقي !!!!
مضطر أن اقفل ابواب ذاكرتي الان فقد أذن اذان الفجر .
الاهداء : الى روح الحاج باسم وهي تتسلق سلم الرقي في مثل هذه الليلة.
بقلم : ب . ن
2.2K views19:55